منوعات
رمضان بلا كوريلات!!
وقد برع رسام الكاركتير عندما التقط انشغال الناس بهذه المسابقات وربطها بأيام الشهر، وذلك عندما سأل الزوج الورع زوجته عن الأيام المتبقية من شهر الصيام فاجابته (ثماني كرويلات وفلتين) أو يشبه هذه الاجابة!!
والحق ان مظاليم الحياة السودانية وجدوا في هذه المسابقات منافذ مضيئة للخروج من دائرة الفقر، وعبر مكالمة هاتفية يمكن لمواطن ظل يتقلب عشرين عاماً على جمر الايجار ان يمتلك فيلا فارهة في أرقى الأحياء السكنية، ويستطيع آخر – ظل يكابد شظف المواصلات العامة- ان يمتطي سيارة فارهة آخر موديل.
في هذا العام انتهى الفيلم فقد اصدر مجمع الفقه فتوى بتحريم مثل هذا النوع من المسابقات.. وبالتالي قتل أحلام الغلابة في الحصول على (قفزة نوعية) تعينهم على تحمل مشاق الحياة وتكبد مصائب الدهر، وهذا يعني ان الزهد في مشاهدة التلفزيون والاستماع للراديو سوف يكون هو الطابع العام، أو بمعنى آخر ان قنواتنا المحلية لن تستطيع جذب المشاهدين والمستمعين مهما اجتهدت في اعداد البرامج، وسوف تكون الغلبة لصالح الفضائيات خاصة وان البون شاسع بين المحلي والقادم عبر أثير الفضاء.
وبمناسبة فتوى مجمع الفقه وتحريم جوائز المسابقات هنالك سؤال مهم جداً وهو هل يتم تنفيذ الفتوى بأثر رجعي بمعنى آخر ماهو حكم الذين استفادوا من هذه الجوائز في العام الماضي وقبله، هل يقع عليهم التحلل من هذه الأموال؟ أم ينطبق عليهم (عفا الله عما سلف)؟
وعلى كل حال فإن البعض لا يزال في انتظار تراجع مجمع الفقه عن هذه الفتوى، خاصة وان موضوع جوائز المسابقات (هذا) فيه كثير من الآراء وسبق ان تم الافتاء فيه، ثم (عادت حليمة لعادتها القديمة) أو عادت المسابقات كأن شيئاً لم يكن.
وهنالك أسئلة أخرى ينتظر الناس اجابتها من مجمع الفقه (نفسه) وهي تتعلق بالمسابقات ذات الصيغة الدينية، وكذلك المسابقات المرتبطة بالمؤسسات الإسلامية مثل البنوك التي تسعى لتعريف عملائها بتطورها وترصد العديد من الجوائز أيضاً هنالك مسابقات ارتبطت بمؤسسات ذات صيغة إسلامية مثل (مؤسسة ساحة الفداء) وغيرها وقد ظلت هذه المؤسسات ترصد جوائز قيمة لهذه المسابقات، فهل تقع الفتوى عليها أم ينطبق الأمر على شركات الاتصالات فقط؟ وينطبق هنا قول الشاعر (أحلال على بلابله الدوح.. حرام على الطير من كل جنس)؟
صحيفة السوداني[/ALIGN]