يا بهي الطلعة والصلعة

[ALIGN=CENTER]يا بهي الطلعة والصلعة [/ALIGN] نشر موقع فيزيشنز هيرغروث دوت كوم على الإنترنت نتائج استطلاع للرأي قال فيه إن الرجال يهتمون بقوام المرأة، أكثر من اهتمامهم بشعرها، بينما ترى غالبية نساء بريطانيا ان الرجل الأصلع أكثر جاذبية من ذي الشعر الكثيف، أتوقف عند مثل هذه الاستطلاعات عندما أكون فائقا ورائقا، فهي جهد في ما لا طائل من ورائه، بل وسخيف في مبتدئه ومنتهاه، وفي ما يخص هذا الاستطلاع فلا المرأة البريطانية تمثل نساء الكرة الأرضية ولا ذوق الرجال البريطانيين ملزم – مثلا – للهندي الذي يعتقد ان أي امرأة يقل طول شعرها عن خمسين سنتيمترا تعاني من زيادة في هرمونات الذكورة.
ولكن وبرغم كل ذلك أعجبتني نتائج هذا الاستطلاع وتمنيت لو تكون صحيحة، حتى يتوجه شبابنا الذين صاروا يكوون الشعر ويلفونه بالرولات ويسدلونه على الأكتاف بالطريقة العجرمية الى دكاكين الحلاقة أفواجا لجز الشعر من لغاليغو بالطريقة الجعفرية (لمن لا يعرفون هذه الطريقة فإنها تتلخص في الذهاب الى الحلاق اربع مرات في السنة: تقص شعرك لما فوق الفروة بقليل.. يعني تجعل طوله نحو سنتيمتر واحد فقط ثم تتركه ينمو حتى يبلغ طوله نحو خمس سنتيمترات.. ثم تجزه وهكذا دواليك).. المهم يا شباب، لا أظن ان الفتيات يعشقن الشاب الذي يكوي شعره ويلفلفه في الكوافير، تماما كما ان الرجل لا يعشق المرأة المسترجلة.. الجنسان، الذكور والإناث كالمغناطيس حيث القطبان المتشابهان يتنافران والمتعاكسان ينجذبان لبعضهما البعض فالمرأة تريد الرجل الذي فيه “عناصر الرجولة” والرجل يريد ذات الأنوثة الكاملة، وفي أمور المظهر فإن النساء أعقل بكثير من الرجال، فأنت ترى آلاف الشبان الذين تلمع بشرتهم بعد إزالة الشعر من الجلد بـ “الحلاوة”، ولكنك لن تجد فتاة تحرص على إظهار أن لها شنب حتى (علما بأن نساء كثيرات جدا لديهن شوارب ولكنهن يزلنها بطرق ذكية).
ولكن وفي جميع الحالات فإنني لا أصدق تخاريف الموقع آنف الذكر في ما يتعلق بأن النساء ينجذبن نحو الرجل الأصلع، وفي نفس الوقت فإنني لا أرى في الصلع “عيبا” يتطلب المداراة والإخفاء، ومنذ مرحلة مبكرة من شبابي كنت مقتنعا بأن حصتي من ورثة أبي ستكون صلعة بهية، ذلك ان رأس والدي – رحمه الله – كان متوهجا كقطعة سيراميك، وفقد شقيقي الأكبر عابدين ثلث شعر رأسه قبل ان يبلغ الثلاثين، وبما أنني كنت مهيئا نفسيا للصلع فإنني لم أكن أتهيب فقدان الشعر، ولو تساقط شعري عن بكرة أبيه وأمه وحماته وخالته لما لجأت إلى أي حيلة لإخفاء الصلع، وشاءت إرادة الله أن أفلت من الصلع ولكن لم يكن من مهرب من الشيب.. في هذه اللحظة فإن رأسي بالكامل مغطى بموكيت أبيض باهت من النوع الأصلي، ولم أفكر للحظة واحدة في استبداله بموكيت أسود أو بني اصطناعي.
والشاهد هو انه لا الصلع ولا الشيب يكونان خصما من الرجولة او الجاذبية، فهناك أشخاص مصلعون تحس بأن الصلع “لايق عليهم” ومكمل لوسامتهم وشخصياتهم، والشيب محطة لا فرار منها، وبالمناسبة فإنه من الثابت علميا ان 25% من النساء يصبن بالصلع بدءا من منعطف انقطاع الطمث او حتى قبله بقليل، ولا تثريب على المرأة في أن تخبئ الصلع بجذب الشعر من المناطق الاستوائية الى المناطق الصحراوية في رأسها.
المهم: سواء كنت ذا رأس أجرد او أشيب فلا تبهدل نفسك وتلجأ إلى حيل مكشوفة لـ “إخفاء” ذلك… هو أمر الله مثل تسوس الأسنان وضعف النظر، ولا توجد قاعدة عامة بأن الرجل أبو شعر أحلى من أبو صلعة او العكس.. ومهما يكن شكلك فان هناك شخصا آخر يرى فيك جاذبية.. ولو ركزت على الجاذبية الداخلية (النفس والعقل والروح) فستجد المحبوب الذي يستأهلك وتستأهله.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com