نور الدين مدني
التراضي والاتفاق القومي
* كما انه ليس اتفاقاً بين حزبين يجمع بينهما برنامج سياسي واحد رغم اتفاقهما على مجموعة المبادئ والموجهات التي نص عليها اتفاق التراضي السياسي الذي هو مفتوح للتراضي حوله من مختلف الأحزاب والفعاليات السياسية.
* وانه إذا لم يفعَّل لمعالجة القضايا العالقة والمسائل الخلافية القائمة خاصة في دارفور وفي أبيي فإنه يظل حبراً على ورق لا يسمن ولا يغني من جوع وهذا ما عبر عنه الامام الصادق المهدي عندما قال انه ينظر بعينين اثنتين احداهما فرحة بما تم والأخرى حزينة على ما يجري في الواقع من نزاعات واجبة الحسم سلمياً.
* ان التراضي الذي تم بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة لا يشكل شراكة جديدة على حساب شراكات قائمة، وانما هو صيغة اتفاق يبني على ما هو قائم من اتفاقات ويعمل على بلورتها في الملتقى الجامع المرتقب إلى ما يمكن ان يكون اتفاقاً قومياً.
* بمعنى أكثر وضوحاً ان اتفاق التراضي لا ينبغي ان ينظر إليه من منظور ضيق في إطار مشروع سياسي يعبر عن أفكار وأطروحات الحزبين أو أحزاب ثلاثة أو أربعة، وانما لا بد من بسطه – كما أعلن بالفعل – ليشمل كل الأحزاب والحركات والفعاليات السياسية دون ان يعني ذلك ذوبانها سياسياً بل على العكس من ذلك فإن من أهداف اتفاق التراضي الوطني دفع استحقاقات السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي.
* ولكي يبلغ اتفاق التراضي الوطني غاياته لا بد من دفع الخطى نحو الملتقى الجامع الذي ينبغي ان يعقد في أسرع وقت ممكن ليس لاجازة هذا الاتفاق وانما لبلورته والاتفاقات الأخرى في الاتفاق القومي الأهم لمحاصرة كل التوترات والنزاعات القائمة والانتقال بالبلاد من حالة الاحتقانات الحالية إلى أجواء الانفراج السياسي والاعتراف بالآخر وبكامل حقوقه في السلام والحريات والتنمية والعدل.[/ALIGN] كلام الناس – السوداني-العدد رقم:906 – 2008-05-22
noradin@msn.com