فدوى موسى

ود سيدها

[ALIGN=CENTER]ود سيدها [/ALIGN] العمامة الكبيرة التي تحاصر رأسه، وتطوق عنقه، وتجعل مركز الثقل لأعلى.. والغبار المستثار حول الفارهة يدلل على أن من أثاره يأمل في لفت الأنظار لحالته الآنية، وأنه ملك زمانه، خاصة بعد أن أخذ شريعته ووضعه في الدائرة الجغرافية عقب الحقبة الزمنية الأخيرة.. وصار مسار انتباهة المحيطين.. باعتبار أنه نموذج لشاب أربعيني دلف إلى الملفات الشائكة والوضع الاجتماعي المتميز.. ولأنه في حالة لم ترق لمستوى الخبرة، أهتم بشكليات السطوة التي دائماً ما تبهرك وتخلق لديك إحساساً بأنه كما يقول الناس (ود سيدها… فهل رقاع البلاد والعباد مرتاعاً لأولاد أسيادها .. أم أنه البلد بلدنا ونحنا أسيادها) ما بين جدليات الكلام الهامس والوجوه القادمة لإدارة شؤون البلاد تتكرر الإرهاصات ما بين قدوم أولاد أسيادها وأولاد غبشها.. وليس المهم من فيهم، ولكن ماذا ستحصد البلاد.

التخطيط يا شباب: دائماً ما نعيش حياة الارتجال دون التخطيط والتكتيك.. والتي في مجملها تعتمد على حبل المهلة الذي يربط ويحل.. ودائماً ما نرى التخطيط ضرباً من ضروب (الفلسفة) والإفاضة الزائدة عن (اللزوم) والحد.. (ونحن نرى في ثقافتنا.. أن الأمور تسير ببعضها، وما علينا إلا أن ننتظر الأقدار..) ودائماً ما نتذرع بالنماذج والأمثلة التي دائماً ما يخذلها التخطيط، وتكون نتائجها دون المستوى.. فهل مازلنا نرجو الانطباعية والارتجال في إدارة شؤون الحياة، في حياة يخطط البعض فيها لكل صغيرة وكبيرة.. وبذات القدر هناك المخططون الأشرار الذين يضعون خططاً ماكرة، ويستدرجون بها البعض إلى شراك مصلحتهم ومنفعتهم، ويبدو أننا نربط ما بين هذا النوع من التخطيط وترك الحبل على الغارب.. فهل استطاع شبابنا أن يجعلوا من التخطيط عنصراً لاستقبال عوالم المستقبل.

أسلوب قذر.. بعض الشباب والشابات يعمدون في حياتهم لإعمال أساليب أقل ما توصف به أنها أساليب (قذرة)، خاصة عندما تتعلق بالحياة الاجتماعية، والأعراف والتقاليد، والتي بالتأكيد ليست (مقدسة)، ولكن ماذا نقول ونحن نرى شباب الغد رجال المستقبل يرتدون (البناطلين الناصلة)، ويحملون في رؤوسهم (تففاً… ومشاطاً مسترسلاً… وآخر خيابة..) والبنات شابات من الفضاء الآخر.. خلاعة ومجون في مواقع لا تحتمل ذلك .. خفض الصوت وهمسه، وساقط القول وجرأة وجسارة الكلام.. فهل هذه النماذج الشبابية تصلح لأن تتصف بأنها تنتهج الإسلوب الأمثل.. نعم نحن نعلم أن المظاهر ليست هي الأصل في تصنيف قدرات ومقدرات (البني آدم)، والجوهر هو الأصل، ولكننا نعرف أن كل (إناء بما فيه ينضح).. فهل يجعل الشباب جواهرهم مثل مظاهرهم، رغم أن مثل هذه الأمور قد تأخذ الطابع الشخصي، إلا إننا نعرف أننا نرتدي ملابسنا من أجل السترة من الآخر.. فهل أسقط البعض (ورقة التوت) وتلقي الآخر عارياً..

آخر الكلام: لبسنا.. سترتنا.. عورتنا، أمور لا نملك إلا أن نكون قدر مطلبها وضرورتها، وإن دعا الأمر (قدسيتها).

سياج – آخر لحظة – 1386
fadwamusa8@hotmail.com