[ALIGN=CENTER]أطفال ومستقبل [/ALIGN]
كان ذاك احتفالاً بطعم خاص ومغاير.. اطفال متفتحو الذهن وخفيفو الظل والروح واعدون حقاً بسلوكهم والثقة التي يتصرفون بها – المكان يعبق بالروح العلمي وملامح أفريقية تكسو الإطلالات ..صحبت إليه صغيرتي (ولاء) والتي أحسست باستحسانها وتفاعلها مع كل فقرات البرنامج المقدم.. الموضوع (مخيم الموهبة للأطفال) في دورته الثالثة في اختتام الدورة المتميزة.. كنت قد كتبت عن افتتاح هذا المخيم وتمنيت أن يشمل في دوراته القادمة ابناء الولايات الأخرى وها هو رجل في قامة (المهندس الحاج عطا المنان) رئيس مجلس أمناء هيئة رعاية الابداع العلمي يدعو لتبني ورعايته لتمدد المخيم للأرياف والمناطق الطرفية ليجد أطفالنا هناك حظهم من التنقيب والإكتشاف المبكر عن الموهبة الكامنة في نفوسهم الغضة ويقيناً ستنال البلاد من ذلك خيراً كثيراً وعميماً.. ونحن عن قصد أو دونه ندفع بأبنائنا نحو ضعف الشخصية والإتكالية تحت تأثير الحرص البالغ والخوف عليهم فنقتل الابداع فيهم ونجعلهم في مكان المتلقي الدائم.. والمستهلك المستمر.. فلو أننا اطلقنا ايديهم لرأينا منهم المبادرة والتطلع والأفكار الخلاقة.. نحيى هيئة رعاية الابداع العلمي وديوان الزكاة لرعايتهم مثل هذا المخيم ونتمنى أن يجد ابناء الولايات حقهم في التخطيط للمخيمات القادمة.
أضبط الزمن:
ما زلت أرقب ايقاع التعامل مع الزمن.. ففي إحدى الولايات (السودانية طبعا) ذهبنا لعقد ورشة عمل لعدة أيام وكنت وضعت الجدول الزمني للبرنامج ليبدأ عند الثامنة صباحاً لكنني اصطدمت بأن كل العمل بالولاية المعينة يدشن عند الساعة التاسعة أي تُهدر ساعة صباحية كل يوم من حساب الجدول الموضوع مع التمدد في فترة الافطار التي جعلت الكثير من المشاركين يحسون أنني أحاصرهم في إفطارهم وأضايقهم في زمنهم الخاص فقد كنت أخصص للإفطار (نصف ساعة) ولكن على أرض الواقع ينفذونه (ساعة).. احترت في كيفية ضبط الجدول وحالة (المهلة) تضرب أطنابها في (دماغ الانسان السوداني) بشدة بالغة فصرت أهمس لنفسي (توبة تاني أضع لي برنامج يبدأ في الثامنة.. التاسعة مالها بل العاشرة.. وقس على ذلك).
آخر الكلام:
أناس كثر في هذا السودان الغالي في حاجة ماسة لإعادة الإحساس بالزمن.. وكما كان صديقنا يطراه الله بالخير (الما بحس حسسوه).. وألا قد بلغت اللهم فأشهد.
سياج – آخر لحظة – 1388
fadwamusa8@hotmail.com