فدوى موسى

سوق الله كتلها

[ALIGN=CENTER]سوق الله كتلها [/ALIGN] نفقت الأسماك.. وطفت على وجه المياه.. وأحجم المسؤولون عن الأدلاء بأي رأي أو تعليق.. ليس هذا المهم ولكن المهم أن هناك من أجبرتهم ظروفهم على التقاط هذه الأسماك النافقة النتنة لملء البطون الجائعة.. «ان كانت هذه الأسماك مسمومة أو مخنوقة» فمن المسؤول عن ضرر تناول هؤلاء لهذه الأسماك النافقة.. «ليس مسؤولاً أمام القادة ولكن أمام الله والضمير».. يحضرني هنا أنني يوماً التقيت بصاحب مزرعة دواجن كبيرة وسألته عن عدد الدجاج النافق بمزرعته وكيف يتخلص منه فأجابني بكل أريحية «بأنهم يعانون من التخلص بالحرق.. فعندما يجمعون ذلك الدجاج النافق يأتى البعض ويسحبه عاجلاً.. وعندما يسألهم عن أين يذهبون به تأتيه الإجابة «سوق الله كتلها» فمن المسؤول عن التداول والتبضع والمقايضة داخل سوق «الله كتلها».. ثم أين موقع سوق الله كتلها هذا؟».

ü ضل الشجرة

دائماً ما ترتبط في أذهان البعض تعابير بعينها بصفات بعينها.. فمثلاً «الضل» ارتبط بعبارة «ديل قاعدين من ضل لضل» دلالة على أنهم عطالة.. وكلما سمعت هذه العبارة تذكرت تلك الدراما التلفزيونية التي تحكي عن «عطالة» يتمركزون تحت ضل الشجرة يرقبون القادم والذاهب في الحي وينتهي أمر «قطيعتهم» بالنميمة في بعضهم عندما يبدأون في «الفرتقة» أو «الشتات» فكلما ترجل عن «الضل» أحدهم جعلوه موضوعاً لقطيعتهم.. وعندما يبقى آخرهم لوحده يضطر لأن «يقطع مع نفسه عن آخر المترجلين عن ضل الشجرة مخاطباً نفسه.. شوف بالله الزول الوهم دا….» ولكن البعض يختار «ضلاً» آخر ليمارس فيه هواية النميمة.. ففي السابق كانت النساء هن من يرتبطن بأمر «النميمة والقطيعة» خاصة عندما وصف أحد المشاهير حال النساء في ذلك العهد «بأنهن ما عندهن قشة مرة يعوسن الكسرة ويشربن في الموص ويقطعن في بعضهن».. ورمزية الضل ارتبطت بهذا الفهم فهل يأتى اليوم الذي ينقلب المفهوم.

ü عمو

بدأت المدارس.. وظهر مصطلح «عمو» سائق الترحيل في يوميات الطلبة والطالبات.. واجتررت كلماته بين هؤلاء الطلاب.. فإن كان «عمو» ذا ألفاظ سوقية.. فإن الأبناء والبنات «الطلاب» سوف يجترون «سوقيته» وألفاظه غير المستحسنة.. لأن الطلاب خاصة صغار السن سريعو التأثر بالكبار.. فكم من واحد منهم أعجب «بمنظر السيجارة في يد ذلك العمو..» وكم من تصرف يستهوي الصغار ويكون مصدره «عمو».. وهذا لا يعني أن الخير يخص والشر يعم.. فلو أن بين كل مئة سائق ترحيل وجدنا ذلك «العمو» فإن شرّه أشد وأفتك.. ونحن على يقين تام أن من بين «الأعمام سائقو التراحيل» ابناء الأسر الفاضلة.. محترمون وعاقلون وقدر ثقة أهالي الطلاب.. وكم من بينهم جامعيون ومثقفون ومستنيرون.. ولكن الحذر من النماذج الفالتة.

آخر الكلام:-

ما بين أسواق الله كتلها.. وضللة القطيعة ودراما عمو.. قصص وحكاوى تحتاج لمن يقرأها مفتوح الذهن والخاطر.

سياج – آخر لحظة – 1396
fadwamusa8@hotmail.com