فدوى موسى

عين المرحوم

[ALIGN=CENTER]عين المرحوم [/ALIGN]

لا أعرف كيف جاء ذلك الصباح.. الإحساس العابق أن الكون أصغر من (خرم الإبرة).. أو كما تقول الحبوبة (كستبانة).. أتبين فيه رغم عتامة الدواخل.. الأوجه القادمة التي نفضت عنها غبار التسفار.. حيث لا زال الناس في (قرية محجوبة) يشاركون بعضهم في ملمات الزمن.. أتفرسهم من سحناتهم والملامح العريضة التي تعطي عناوين المناسبة التي قدموا من أجلها.. الراحل يحتاج أن تدمغ ذكراه بكل التباين والملامح.. لم يكن (عليه رحمة الله)، إلا ذلك العميد الذي تقوم عليه ركائز القبيلة والمنطقة.. لم تكن دموعي مخصوصة أو فارقة عن نقاط الآخرين.. وبكائي عليه من جملة النواح العام.. نفضوا عنهم الغبار وتجاسروا على صمت القرية التي نأت بها المساحات عن أقرب مدينة.. خفت حدة الأصوات النائحة وعلت الأصوات المطلبية.. (جيب يا ولد الصينية بجاي.. أملأ الحفاظة ديك.. أها.. قوموا على الأكل).. وعلى مقربة تتصايح النسوة (زيدوا لينا الكسرة.. جيبوا الملاح).. فتحجرت الدموع بعد أن زالت لحظات الفجيعة وبدا أن الاندماج في تفاصيل (راحة المعزين أهم من ذكر الميت بالخير أو الشر).. ورغم كل ذلك تبقى السلوى في إلتفاف هؤلاء حول أهل الميت.. أحبابه.. لتصحو القرية على انفضاض السامر وجلوس القرية على أمر الورثة وما زال الصباح قاتم الملامح.. فقد تشتت الورثة على المحكمة والإشهارات والحصر ومخارج توزيعها.. وربما لم (تفقع) عين المرحوم بعد!

ü صدركم ضيق:

كثير من المسؤولين لا يحتملون (قولة الحق).. لأنهم أدمنوا الخنوع والخضوع ممن يحيطون بهم.. فعندما تدفع اليهم (بما يبكيهم ولا يضحك الآخرين عليهم) يرفضون ويعمدون الى إبكائك.. فتجد الأنسب أن تنافقهم ولا تنافحهم فتدخل في دوامة (سيادتك.. سعادتك.. وجنابك..).. كيف لا تكون كذلك وصدور هؤلاء لا تتسع أبداً.. آن الأوان أن يدرك البعض أن بعض المسؤولين لا يرهفون السمع للمشورة والنصح ويكفيهم أن يجدوا دلائل النفاق الفاضح.. لأنهم في قرارة أنفسهم يعرفون المداهنين والكاذبين.. لكنهم يحتاجون اليهم لتكميل الديكور الخارجي.

ü آخر الكلام:-قبل أن (تفقع) عين المرحوم اتسعت صدور أهله للبحث عن نصيبهم (لا غبار).. ولكن البعض يضيق حدود صدورهم الى أصغر المساحات.

سياج – آخر لحظة – 1403
fadwamusa8@hotmail.com