فدوى موسى

منقو.. قل لا

[ALIGN=CENTER]منقو.. قل لا [/ALIGN] أين منقو الذي تغنت له الطفولة الشمالية قبل الجنوبية.. أين خفض صوته وصمت؟.. لماذا لم يقل «لا عاش من يفصلنا».. صديقنا منقو يناشدك «صديق في القولد» و«أوشيك في الشرق» و«آدم في الغرب» وضميرك.. ضمير منقو في الجنوب أن تبقى على وطنك مليون ميل مربع من حلفا لي نمولي.. من نمولي لي حلفا.. فالكلمة كلمتك والكرة في ملعبك.. فيد الله.. يد الرب مع الجماعة.. فلا تنفضها وتبقى سهلاً للتجزئة والنزاع في أرضك.. أرض الأبنوس سالت فيها دماؤك ودماء أعزائك ودماء إخوانك من أجل أن تظل في حمى ومحتوى واحد.. نعم نختلف في الكثير الكثير.. ولكننا يمكن أن نجمع على مبدأ التوحد.. فمساحات الاختلاف في الإنسانية هي جزء من تأصيل البشر وقانون الإنسانية الفارض.. لأن الله لو أراد أن يجعلنا أمة واحدة لكان.. ولكن جعلنا مختلفين وفتح مجالاً للتنوع والتعدد.. فلا تحرم أرض السودان منها.. وتعالى واسمو فوق جراحاتك المريرة.. نعم قد ذقت بؤساً فوق الطاقات.. واكتست ألوانك حزناً أسود قاتم المآلات.. نحن مدينون لك بالكثير.. مدينون أن نبقي عليك موحداً برضاك.. ولا أجرؤ على قولة «وحدة جاذبة» لأنها «علكة الساسة».. وأجندات الشد والجذب.. ولكننا كمواطنين شمال لجنوب وجنوب لشمال.. أنتم أولى بنا ونحن أولى بكم.. فهل سيقول منقو كلمته في الاستفتاء بالفراق والتسريح.. أم تلونت الخريطة بالمناخات المتعددة صحراء وسافنا بأنواعها.. واستوائيات.. أما إن قلتها واخترت أن تجاور بالحدود.. فلا تحلم بأحلام فوق طاقات الواقع.. فأنت الآن تحكم كما تحكم مستقبلاً.. فلك حكومة مخصوصة.. فهل أحسست بالأمن والأمان.. أم أن لسان الحال غلب.. ولسان حالك أصبح في أيدي الساسة والأجندات.

آخر الكلام:

أنت الآن تفتي في مصير دولة اسمها السودان.. حجبت فتوى الآخر وترك الأمر لك وبكل تنوعات دينكا.. نوير.. و.. فهل تجرأت وقلتها.. «لا عاش من يفصلنا».

سياج – آخر لحظة – 1408
fadwamusa8@hotmail.com