فدوى موسى

استقبال الوالي

[ALIGN=CENTER]استقبال الوالي [/ALIGN] أعجب لأمر هؤلاء الذين يسعون بجدهم إلى الظفر بالمناصب التي تطوق أعناقهم بالأمانة ثم يتوارون عنها خجلاً، فبعض الولاة مثلاً يجعلون من مكاتبهم قلاعاً حصينة على المواطن.. الذي كان بالنسبة لهم بالأمس مرحلة يتدرجون بها إلى هذه القلاع.. كثيرون منهم يرون في مقدم المواطن إليهم باباً من «الشحدة والتسول».. وما دروا أن هذه «الشجرة» لم تأتِ إلا تحت نيران ظروف معينة جعلت من «أولاد الناس» يمدون القرعة بلا مزعة لحم ولا سند قريب.. فمنهم من نبش المرض لحمه وجعله فاقداً للبوصلة والإتجاه.. والدواء لا يعرف الجيب الخالي.. إما أن يكون معك.. إما تنتظر وتقلب بصرك في السماء.. فهل إن جاء مريض إلى باب استقبال السادة الولاة اغترف ذنباً.. وأزعج سيادتهم.. الذين ينغمسون كلياً في دوامة الاجتماعات والابتسامات الباهتة والتقارير المدبلجة.. يا هؤلاء أفيقوا قبل أن يتأتى اليوم الذي تتمثلون فيه حال «محمد أحمد» «المادي قرعته» مع تعنت الواقفين بالأبواب والمداخل.. ولكم في «ابن الخطاب» أنموذجاً.

تسريح بإحسان

ليس بالضرورة أن تكون الزوجة من تّسرَّح بإحسان، فربما حتى العلاقات الأخرى تحتاج لفقه التسريح بإحسان عندما تصل لصك الأبواب و«سمكرتها».. فعندما تجد أنك لا تحتمل مجاراة المجاملة الباهتة والابتسامة المصنوعة «محلياً».. لا أحد يستحق في هذا الكون أن تضغط على عصبك ومشاعرك للحد الذي يجعلك تبطن خلاف ما تظهر.. أظهر ما تحسه «فش إحساسك» في حدود الاحترام العام دون خدش الاحساس.. ولكن دون أن تجلد ذاتك.. والذين يحتاجون للتسريح كثر.. أبقى حريصاً على عصبك ودمك فلا أحد يمرض معك «إن أقعدك العيا».. فقد أصبح الكل في حالة بحث عن علاج ذاتي.. فما عادت تكفي المضادات واسعة أو محدودة المدى..

آخر الكلام:

أبعد عنهم.. فهم إن قدمت إليهم يعتقدون أنك في حاجة إلى عونهم «والمفروض ذلك»، ولكن تجاوزهم إلى رب الكل.. سرح علائقك معهم واطلق أساريرك صوب السماء و«فش إحساسك» عند من يرحم ويغفر ويعز ويذل.

سياج – آخر لحظة – 1409
fadwamusa8@hotmail.com