[ALIGN=CENTER]تلفزيون لكل مواطن[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]جاذبتني صغيرتي «ولاء» الحديث يوم السبت الذي شهد ذلك الحدث الغادر على مدينة أمدرمان كما كانت تجاذبني دائماً عندما نتنازع أمام التلفاز فهي تدمن الجلوس أمام التلفاز بصورة مزعجة جداً بينما أداخلها في هذه الصفة عندما يكون هناك حدث كبير، ولأول مرة أطالب فيها بثبات «الريموت» على تلفزيون السودان.. الذي يبدو أنه إستشعر ضرورة الإنتفاضة على التقليدية واقتصار النظر إلى محاولة إحقاق المهنية ونقل النبض قبل توقفه.. وما يضحكني أن ابنتي لم تع ما أريد مشاهدته فكنت أكرر عليها «خلينا شوية نشوف الحاصل ونعرف مصير خليل» خاصة وأن أطراف الكلام بالإذاعات يخوف جداً، فكانت ترد عليّ يا أمي «إنتي الليلة جنك خليل!».. وهي تتخيل أنني أرغب في مشاهدة «مسلسل خليل مثلها كحبها لحضور المسلسل المدبلج»، المهم رغم هذه الإشادة بتلفزيون السودان الذي صار في تلك الأيام المورد الذي نستقي منه الطمأنينة على مدينة السودان الوطنية خلال ذلك التشنج الخليلي.. إلا أننا نطالب بالمزيد، وطافت على ذهني ضرورة وجود تلفزيون آخر وعدم الإقتصار على تلفزيون واحد في المنزل حتى خلت أن كل فرد منا يريد شاشة خاصة به.. خاصة وأن الميول تختلف كمثال في زحمة هذه الأحداث فإن بعض القنوات السودانية مازالت تقدم مواد الغناء العاطفي والرقص مما لا يتماشى مع ما يحدث في عاصمة البلاد فهل يا ترى ما هو السبب؟.. أكيد هناك من يشاهدون هذا المبثوث.. أو قل ربما هو الإنفصال التام ما بين هذه الشاشات وأرض الواقع، فالشاشة التي لا تعرف الضرورات الوطنية أكيد هي شاشة قاصرة جداً.
كما كنا نأمل في المزيد من هؤلاء الفتية الشجعان الذين خاضوا الغمار، خاصة في التركيز على جذور مشكلة دارفور ورأي أبناء دارفور المستقرين بالعاصمة حول هذه الأحداث بكل شفافية والتحليل الدقيق للأسباب والذرائع التي دفعت بخليل لارتكاب هذه الحماقة، وهل هناك من يوافقه الرأي من أبناء الإقليم.. ونريد في هذه المرحلة المحاورات الجريئة والحياد في نقلها حتى يعرف الكل مواطن الخلل والثغرات التي تنفذ منها هذه المداخل المتفلتة.
آخر الكلام: على أجهزتنا الإعلامية عبء كبير جداً في المفاصل التاريخية للبلاد ونأمل فيهم وفي الخبرات المهنية العالية أن تكون قدر هذا التحدي الإعلامي.. وعندها يتوجب أن يوفر كل مواطن أجهزة إعلامية خاصة به منفرداً.[/ALIGN]
سياج – آخر لحظة – العدد 648
fadwamusa8@hotmail.com