زهير السراج

عبقرية الحلول السهلة .. !!

[ALIGN=CENTER]عبقرية الحلول السهلة .. !! [/ALIGN] أصدر بنك السودان قرارا يوم أمس يقضي بتسليم المبالغ المباعة نقدا في حالة السفر والعلاج والدراسة ومصروفات الأسر بالخارج وغير ذلك مما يندرج تحت مسمى العمليات غير المنظورة، داخل صالة المغادرة بمطار الخرطوم، ويسري القرار اعتبارا من يوم 29 الجاري.
* وحدد البنك اجراءات التسليم بأن تقوم شركة الصرافة باستلام المقابل المحلي من المسافر بمقرها وتسلمه ايصالا بالمبلغ المعادل بالنقد الأجنبي موضحا فيه اسم الشخص رباعيا كما هو بجواز السفر اضافة الى رقم الجواز وتاريخ السفر، ومن ثم ترسل هذه المعلومات مع المبالغ المباعة بالنقد الأجنبى الى المكتب المخصص للتسليم في المطار، وهنالك يستلم العميل ( المسافر) المقابل بالنقد الأجنبي بموجب الايصال المذكور وذلك بعد اكمال اجراءات السفر واستلام بطاقة الصعود الى الطائرة .. !!
* من القراءة الاولى للقرار يستطيع الشخص التكهن بالتعقيدات العديدة التى يمكن أن تحيط بتنفيذه وتجعل السفر “قطعة من العذاب” خاصة للمرضى وكبار السن ــ باضافة بند جديد الى بنوده وهو مطاردة المسافر للعملة الصعبة التى دفع مقابلها بعد لأي وازدحام وانتظار طويل في الصرافات، للحصول عليها داخل مطار الخرطوم ..!!
* تخيلوا معي منظر الشيوخ والنساء والمرضى وهم يتزاحمون على شباك داخل المطار لاستلام المبالغ التي بدون استلامها لن يتمكنوا من السفر ..!!
* هب أن الصرافة نسيت او اخطأت أو تأخرت في ارسال الايصال او المبلغ لأي سبب من الأسباب ــ وهو أمر يمكن أن يحدث ــ فماذا يفعل المسافر في هذه الحالة؟! .,. هل يقوم بإلغاء السفر بعد أن استلم بطاقة صعود الطائرة بما في ذلك من تعقيدات كثيرة له وللشركة الناقلة، أم يسافر بدون نقود ؟! .. وتخيلوا معي أن هذا المسافر يعاني من مرض لا يحتمل التأجيل .. فما هو الحل في هذه الحالة ؟!
* وماذا يفعل المسافر اذا كان شيخا كبيرا او شخصا مريضا لا يستطيع الوقوف والانتظار في الصفوف ؟! هل ستمنح سلطات المطار اذن دخول الى صالة المغادرة لمن يستلم المبلغ نيابة عنه؟، واذا فعلت ذلك من باب العطف والشفقة هل ستضمن استتباب الامن وسلامة المسافرين ؟!
* دعكم من كل ذلك، ما هو ذنب المسافرــ حتى لو كان شابا مفتول العضلات ــ ليتحمل وعثاء ضبط التصرف في العملة الصعبة نيابة عن بنك السودان وهو عمل حكومي صرف لا ناقة له فيه ولا جمل ولا مصلحة ؟! لماذا يرتاح البنك ويتعذب المواطن؟ ولماذا يعاقب على خطأ لم يرتكبه؟، والى متى يظل (الحيطة القصيرة) لاخفاقات الاجهزة وتقاعسها عن اداء مسؤولياتها؟!
* رحم الله الصحفي والكاتب الأمريكى هنرى لويس منكن ( 1880 ــ 1965 ) الذى قال .. ( لكل مشكلة انسانية هنالك دائما حل سهل يبدو جميلا ومقنع ولكنه خاطئ ).

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
20 يوليو 2010

تعليق واحد

  1. الاستاذ الكاتب
    بالله دلني علي وسيلة تمنع تجار العملة غير هذه التي اقترحها بنك السودان. اذا كانت كثير من الصرافات وتجار العملة لاضمير لهم ويريدوا ان يكوشوا علي اموال الشعب ماذا تفعل معهم الحكومة (ان الله لايغير مابقوم حتي يغيروا مابانفسهم…..)
    وشكرا