زمن إضافي.. معاش جديد
وقد كان هذا المطلب متبنى من قبل الصحافة السودانية، باعتبار أن قمة عطاء الإنسان في مدى عمري أكبر مما كان عليه النزول للمعاش.. ويخالجني الحزن عندما أذكر تبني الأستاذ الراحل «سيد أحمد خليفة» لقضية (الأستاذ الجامعي) الذي حرك برميه لحجر القضية في بركة قوانين الخدمة الجامدة.. وانفرج الأمر عن هذا النصر.. فما أعظم أن يجد من تعدى (الستين عاماً) أنه ما زال محلاً للعطاء والعمل.. خاصة وأن بعض الخبرات لا تكتسب باليسر والسهولة لتهدر بكل الهوان.. ونلحظ ذلك في بعض المهن خاصة التي يمتهنها العلماء والخبراء في مجال نقل المعارف، والعلم.. والمهن التي تعتمد على تراكم الخبرات، واكتساب مهارة إدارة العمل.. ذلك أنه مهما زادت الحاجة للدماء الحارة.. تظل هناك حاجة ماسة لحكمة الكبار (الحكمة المهنية والخدمية)، وما أشد الدلائل على ذلك.. ومبروك لكل أولئك الذين اكتسبوا خمسة أعواماً إضافية ليتدبروا لما بعدها من سنين وأيام.. ونحن نعلم أنه في هذا العمر يكون معظم الآباء، قد بلغ بعض أبنائهم مراحل المدارس الثانوية، والجامعية وما زال عليه التزامات مهمة، وضرورية.. أضف إلى ذلك الحالة النفسية التي تثبط همة الفرد عندما كان يقارب سن المعاش.. ومبروك عليكم المدة وعقبال (المد حتى الخرف)..
جو ماطر..
موسم الخريف ابتسم عن هدر وافر.. ومياه متدفقة.. وكعادتنا نكون ما بين درء الآثار والكوارث والتنعم بالخير، والبركة والذي مكانها هناك، حيث الزرع والضرع.. ارتبط الجو الماطر عندنا بطقوس عامة تؤكد أننا لا نتحرك إلا عندما «تقع الواقعة».. أو «تقوم القيامة».. ودائماً ما أذكر ذلك الخريف الذي تنعم به بعض مناطق النيل الأزرق، وتكون في أثرها الموجب خاصة في منطقة (الروصيرص) والتي كنا نناديها (روسيا)، حيث التصريف الطبيعي للأمطار.. في المقابل أذكر «اللت والعجن في طين مدينة الدمازين».. عموماً جاء الخريف وهلت خيراته، ولكنه ما زال البعض في حالة تحسبه نفسياً ومالياً.. وما زال الكثير من الساكنين على جانبي النيل ممسكين على قلوبهم، فقد تدخلهم الأمطار في حالة التشريد الموسمية، والخيام، وكشف الحال.. «اللهم أجعلها أمطار خير وبركة..».
الجو جو فسيخ:
كثيرون يعني لهم الخريف الارتباط بأكلات محددة، بعض الذين لا يتأثرون بسقوط حبات المطر العنيفة، خاصة إن كانت بيوتهم ثابتة المواد، لذلك ينحصر جل هم بعضهم في عبارة «الجو جو فسيخ».. و«الجو جو مطر» عندهم لا يرتبط بهم الدرء أو المواجهة، والمصادمة، (وفتح الخيران والجداول) وأصلاً هذا هو المفروض، والواجب أن يكون حال الجميع عندما تهطل الأمطار «تنفتح النفس والشهية.. وترفع الأيدي بالدعاء..».
آخر الكلام:-
بروك مد الخدمة والمعاش خمس سنوات، خاصة للذين قاربوا على فراق الوظائف.. وافتحوا النفس والشهية.
سياج – آخر لحظة – 1419
fadwamusa8@hotmail.com