الريس في الرجاف
صباح الخير على أم نفلين أحيي البيها محتفلين
بدر الحسن رب اللين شرف كوستي والجبلين
هنيئاً حان وقت زهاك الرنك احتفل ببهاك
وين الليلة يالبنشهاك يا ريت كنت في جلهاك
يا كاكا الحبيب طلاك وبعدو الزاد نفوسنا هلاك
يا ملوط حليل نزلاك ويا زمن الفراق لسلاك
بقدومك (كدوك) أصبح سوقو من الكساد أربح
أنا من نواحي صرت أبح كأني في مبرك المذبح
زاد من بعدم الانكال قلبي البي الهموم انكال
قطري العاصمة يا ملكال توفيني أنا صبري انكال
من دا الهم ما بنجنا حبيبي الليلة في تونجا
يا خالق الخلوق ننجا تركاكا حلتا العنجا
صب يا دمعي لا تكون جاف ويا قلبي البقيت رجاف
البدر الخفي الانجاف اليوم شرف الرجاف
هكذا الغناء العميق الأصيل.. فقد لامس ود الرضي وسرور جسد الوحدة من زمان باكر.. حيث يحكى أن هذه الأغنية كتبت لفاتنة حسناء من بنات الجنوب.. تلهم الشعراء والفنانين في الشمال.. تأثر الفنان (سرور) لسفرها من مرسى الأسكلا الى الرجاف.. فقام بأخذ المحطات التي ستمر بها الباخرة وذهب بها للشاعر (ود الرضي) الذي جادت قريحته بهذه الأوصاف الخالدة، فكتب أن تكون رحلة الخلود الغنائية.. فلماذا لم تستمر رحلاتنا الى الجنوب وتفتقت عن عبقريات الطرق البرية ما بين الشمال والجنوب؟.. ولماذا لم نستورد البصات التي تنقل مواطن الشمال الى الجنوب وبالعكس على (طريق الوحدة البري)، لتصبح (بصات الريس) على غرار بصات (الوالي).. أو فلتكن مثل دراما (رحلة قطر أويل).. فليقم بها (هذه الرحلة).. أهل الوصل والثقافة.. ولتكن (رحلة ود الرضي وسرور لإدراك الرحلة في حبور).
رغم حلاوة الغنيوة، إلا أن طعم المرارة في الحلوق، إننا حتى هذه اللحظة لم نعتاد السفر البري على طرق مسفلتة الى (الجنوب الجافل)، باعتبار أن مصير السفر بالبر الرهق والمطبات والتفويج المؤمن وغياب (جلطة الأسفلت) التي كان أثرها واضحاً في كل ما يفرق بين شقي الوطن السوداني.
آخر الكلام:-
هل تجدي الاجتهادات والرحلات الى الجنوب الآن، والراشح أن ملامح جديدة قد كست أرضه بعداً عن الشمال.. قرباً من دول الجوار.. ولكن لا يأس مع الحياة.. فلتكن رحلاتنا الى هناك صغاراً وكباراً.. وليكن الريس في الرجاف حضوراً فعلياً أنيقاً.
سياج – آخر لحظة – 1229
fadwamusa8@hotmail.com