فدوى موسى

معلومات طائرة

[ALIGN=CENTER]معلومات طائرة [/ALIGN] دائماً ما أظن أننا في السودان لنا مشكلة فيما يلي المعلومات وترتيبها وحفظها.. ففي أي محفل يتطلب الثقة والمعلومة الدقيقة المفصلة تجدنا دائماً «ميالين» إلى التقدير والتقريب.. فلا نقطع بحتمية المعلومة باعتبار أن حقائق كثيرة غائبة عن الرصد… فأقسام المعلومات بالمؤسسات والكيانات حتى «المعتبرة» بها فاقد كبير للمعلومات الأساسية وإن بدأت حركة نشطة لمحاولات تبويب وتوافر الكثير من المعلومات بأثر رجعي لما لها من أهمية في عقد المقارنات، ومعرفة دلائل ومؤشرات التطور حتى على المستوى الإستراتيجي القريب والبعيد… عموماً نحن لنا عقلية تعتمد على مبدأ المعلومة الشفافية التي يأخذها الهواء ويطير.. رغم أن لنا من العلماء والخبراء ما نفاخر بهم الأمم ،إلا أننا نتعامل مع المعلومات بشكل «استهواني».. ففي أحد مواقع المعلومات المهمة حاول قادة العمل معالجة أزمة المعلومات والتقارير بمحاولات استنطاقية لبعض الخبرات لعل وعسى أن يتمكنوا من عمل مؤشر يرجعون إليه ويعتمدونه في قياساتهم الإستراتيجية فباءت محاولاتهم بالفشل.. حاولوا مرة أخرى لعمل (فورمات) خالية لتوحيد المعلومات المطلوبة من كل بقاع البلد.. فكانت معظم هذه التقارير تجئ خاليةً إلا من سطر أو سطرين، مفادها أن المعلومات غير متحصلة… وحقيقة قد نلتمس العذر للمسؤولين عن جمع هذه المعلومات، فانسياب المعلومات مشكلة تواجه الكثير من العاملين في تقانة المعلومة وتحليلها… والمعلومات التي تعرفها المنظمات المختلفة أكثر مما تعرفه المؤسسات المعنية بأمر المعلومة في شتى الضروب… لأن الكثير من المهام «مشتتة» ما بين المؤسسات الأصلية والكيانات الموازية.. فإن كان على مؤسسة تقديم أو توزيع «آيتم» صنف معين من خدمة في أحد الولايات مثلاً تجد أن أعداداً مقدرة من المنظمات «خاصة ذات الأصول غير الوطني» تعمل في ذات التوزيع والتقديم للصنف.. والضعف المقصود قد يكون إستراتيجياً مباشراً يلمس الصحة العامة.. الغذاء… المأوى وحالات درء الكوارث.. و… و… فتتوزع المعلومات ما بين المؤسسات والكيانات… ولك عزيزي القارئ أن تعلم أن المعلومات التي تتوافر عن أي مورد أو مرفق يُتَحصل عليها بواسطة كيانات تجد الحرية المطلقة في جمع معلومات تحت ستار «العمل الموازي الداعم أو الاستعاني».. المهم أن بعض المنظمات تمتلك تفاصيل ودقائق يصعب على الكيانات الأصلية الحصول عليها.. إما بسبب عجز الميزانيات أو القصور عن إدراك أهميتها أو لأي أسباب أخرى… فمتى تكون معلوماتنا بطرفنا صحيحة دقيقة يمكننا أن نقول «هذه معلومة تُعلن للملأ وهذه يجب أن تحفظ لتأثيرها الكـذا والكذا».. حتى الوصول إلى التعديل الفعلي المفروض.

*آخر الكلام:-يظل العالم البعيد يدرك تفاصيل الدقائق.. موارد.. مواقعاً… موارد بشرية.. ونحن نتهاون ونظل نحسبها تقديراً ومقارنة.. «وبالكوم والكمية» حين يكون المطلوب عدداً مفرداً أوزوجياً

سياج – آخر لحظة – 1230
fadwamusa8@hotmail.com