فدوى موسى

التحنيط المدني


[ALIGN=CENTER]التحنيط المدني [/ALIGN] بقدر ما كان يذهلني موضوع التحنيط بعد الموت في فقه الفراعنة، قدر ما آمنت أن هناك أحياء محنطين حد التحنيط، حيث لا مثيل للتحنيط إلا التحنيط في دولاب العمل، بالخدمة المدنية طرائق وممرات تؤدي الى أن يكون العامل في الخدمة المدنية رجلاً أثرياً أو امرأة أثرية، تعرف ذلك من وجوههم المتجمدة خاصة عندما يمر على بعضهم زمن طويل جداً في موقع ، فإن كان الموظف أو العامل بالمؤسسة الخدمية ممن يلزمون الكرسي والتربيزة ويقومون بفتح الملف وإغلاقه من أجل الخدمة، ترى أمامه تكدس الملفات التي فاتها العالم المتقدم بالحفظ الألكتروني، وإن كانت هذه الخدمة تتطلب دقائق معدودة تجد أن هذا الأثري يمكن أن يولد منها الزمن الإضافي الذي في الغالب أكثر من الزمن الأصلي، فتترجح الأثرية بضربات البرود الترجيحية، ليكون المغلوب فيها طالب الخدمة أو من تسوقه أقداره الى أهرامات الأثريين في بعض مواطن الخدمة المدنية.. أما إن قادتك أقدامك الى مكاتب الأرشيف برائحة وعبق الورق القديم، فإنك تجد التحنيط المؤسس كما يقول البعض، سبحان الله تجد بعض موظفي الأرشيف الورقي أرشيفيين أنفسهم، إضافة لعنصر الأثرية الذي يتميزون به مع البعض، وإن حاولت أن تدخل مع بعضهم في نقاش عصري تكتشف أنهم فارقوا الزمان وتقوقعوا في كبسولة الزمن الماضي، ورفضوا الخروج الى روح العصر التي تتطلب أن يكونوا متحركين ومنفعلين بالآخر والآخرين، والأدهى والأمر أن لهم رأياً سالباً في حركة الانفعال والتجديد التي لا يملكون حيالها إلا أن يخروا مستسلمين، فالحاسوب لبعضهم يبدو كأنه عدوهم اللدود.. فلك عزيزي القاريء أن تأتي للمحنطين مستعداً (للجرجرة).. و(تعال بعدين.. تعال بكرة لمن يطلع السيرك وحاول مر بعد الضهر.)

آخر الكلام:-

شئت أم أبيت، فإن هناك محنطين، يمكن أن تكتشف أن هناك محنطين جدداً فقط أرهف السمع وركز البصر، فالتحنيط موجود… موجود.

سياج – آخر لحظة – 1234
fadwamusa8@hotmail.com