عبد اللطيف البوني

مصر المؤمنة


[ALIGN=CENTER]مصر المؤمنة [/ALIGN] حمل الشريكان خلافاتهما أو مايسمى قضايا ما بعد الاستفتاء وإن شئت الدقة والابتعاد عن اسم الدلع قل قضايا ما بعد الانفصال، واتجها صوب مصر، ولا أظن أن لسان حالهما قصيدة الشيخ العارف بالله عبدر الرحيم البرعي (يا صاح امنا / بزيارة أمنا / مصر المؤمنة بأهل الله) فاللذين حملا الملفات نافع وباقان (يبدو أن مصر أرادت أن تمسك بقرون الثور) ليس في نيتهما زيارة مقامات السادة والأولياء والصالحين الذين ذكرهم الشيخ البرعي. السيد عمر سليمان مدير المخابرات المصرية هو الذي افتتح جلسة المحادثات بين الشريكين، فعمر سليمان هو الممسك بملف القضية الفلسطينية، هذه القضية التي كانت في يوم من الأيام وبفعل عبد الناصر قضية العرب المركزية من المحيط إلى الخليج، فاليوم أصبحت في درج السيد عمر سليمان، وهذا يدل على خطورة الرجل ومكانته، وظهوره مع الوفدين السودانيين يجعلنا نتساءل من هو وفد (هنية) فيهما ومن هو وفد (أبو مازن) ؟ فالشغلانة قد تكون معكوسة، كما استقبل السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري رأسي الوفدين أن تحدد شكل المفاوضات من حيث تكوين الوفود وطريقة إدارة الجلسات وتسمية الاجتماع بورشة العمل إلا أنه ليس بالضرورة أن تكون كل الأهداف معلنة فحتمًا هناك أجندة غير معلنة فقضايا ما بعد الاستفتاء أو ما بعد الانفصال لا تحتاج للسفر للقاهرة ولا تحتاج لرئاسة وفود من هذا الحجم ولا تحتاج إلى أن تبدأ بعمر سليمان وتنتهي بأبي الغيط فـ(شوية) غرايشن وبزيارتين لجوبا والخرطوم وتلويح بالعصا الأمريكية و(حندقة) بالجذرة يمكن أن تفض سامر الشريكين بعد التوقيع على اتفاقية قبل قراءة بنودها. المعلومات التي رشحت تقول إن مصر طرحت الحريات الأربع بين شقي السودان بعد الانفصال، تلك الحريات التي قد وقعت بين مصر والسودان قبل كذا سنة ولكنها لم تمضِ إلى الأمام، فيبدو أن مصر وبطريقة (البتغلبو حمارته يشطر على البردعة) رأت تحويلها إلى الجنوب لتكون بين دولتيه، سيكون جميلاً جدًا لو أن مصر وافقت على أن تكون ذات الحريات الأربع بين دول وادي النيل الثلاث أي تقول لهما: (انا ذاتي معاكم) ولاسيما أن مصر للطيران أصبح لها خط مباشر بين القاهرة وجوبا. أشاعت وكالة (تحت تحت) أن مصر تقترح تأجيل الاستفتاء على أساس أن القضايا المعلقة ما زالت شائكة وسوف تؤدي إلى حرب بين القطرين الجديد والقديم فترسيم الحدود عقدة كبيرة وأكبر منها عقدة أبيي والمشورة الشعبية عقدة أقل، بالطبع المؤتمر الوطني سوف (يقع البحر بالتأجيل) وقيل إن الحركة (ذات نفسها) أصبحت تميل إلى التأجيل ولكن إذا كان هذا صحيحًا فإن الأطراف الثلاثة تريد التأجيل لأهداف مختلفة، فمصر تريد أن تضغط على الخرطوم لتغيير بعض سياساتها التي تعتبرها متطرفة، والمؤتمر يريد التأجيل تاسيسًا على قاعدة الشيخ فرح شراء الزمن و(يا في الأمير يا في البعير يا في الفقير)، أما الحركة فتريد التأجيل لإكمال بنيات الدولة المستقلة بطريقة (الني للنار) ولكن الذي صدر في نهاية المحادثات أن الطرفين أكدا أن الاستفتاء قائم في موعده في التاسع من يناير القادم ولن يتأخر لمدة ساعة واحدة، ومهما يكن من أمر فوجود أجندة غير معلنة أمرٌ مؤكد، وياخبر بفلوس باكر ببلاش، ولا يمكن لنافع وباقان أن ينشدا مع الشيخ البرعي وهو عائد من مصر معافى (أكملت علاجك من غير حقنة أو مشرحة/ ومواصلتك بالسكة مسرحة).

صحيفة التيار – حاطب ليل- 5/8/2010
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. والله مصر كتر خيرا العندها طربيزه اقعدوا فيها !!ايه جاب الغراب لى اموا!