تحقيقات وتقارير

هل تنجح الوساطة العربية المرتقبة في دارفور


[ALIGN=JUSTIFY]هل ينجح العرب فيما فشل فيه الآخرون؟ سؤال بات مطروحا بعد القرار الذي اتخذه اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بتكليف بعض الدول برئاسة قطر لمعالجة الأزمة في دارفور بين الحكومة السودانية والمتمردين في الإقليم.
ويرى بعض المراقبين أن الإجابة على هذا السؤال تكمن في رغبة كافة الأطراف المتصارعة بالإقليم في معالجة الأزمة دون الوقوع في أخطاء المبادرات السابقة التي فشلت في وقف تدهور الأوضاع الإنسانية في دارفور.
وعلى الرغم من تخوف المراقبين السياسيين من رفض الحركات المسلحة في الإقليم لأي دور عربي، يرى المحللون السياسيون أن هناك بصيصا من الأمل يمكن أن تتحقق من خلاله الرغبة العربية الحالية.
وفي وقت بدت فيه الحكومة متفائلة بخطوة الدول العربية -رغم تأخرها- حسب ما صدر منها من تصريحات، لا يزال موقف المتمردين من المعادلة غامضا.

موقف سلبي
واستبعد الكاتب والمحلل السياسي محمد موسى حريكة نجاح الجامعة العربية في معالجة أزمة دارفور “لأنها فقدت تعاطف المتمردين في الإقليم لعدد من المواقف غير المحايدة”.
وقال إن الدور العربي في دارفور كان سلبيا مما دفع بعض الحركات المسلحة للتعامل مع الغرب باعتباره الملجأ الوحيد لها في مواجهة الحكومة.
واعتبر أن الجامعة العربية غير مؤهلة الآن “حسب أدائها السياسي” للعب أي دور بين الحكومة والمتمردين. لكنه لم يستبعد أن تحدث الدول العربية ما سماه مفاجأة بالتوصل إلى تسوية سلمية للمشكلة.
أما الخبير السياسي طه حسن تاج الدين فيرى أن المتضررين في دارفور “حذفوا من حساباتهم أي دور للعرب والمسلمين”، مشيرا إلى أن ذلك يجب ألا يكون مدعاة للتشاؤم من دور عربي يعيد الأمور إلى نصابها.
وقال إن العرب ربما أحسوا بالتقصير تجاه دارفور “ويعملون الآن لإعادة شيء من ماء وجوههم بعدما تحولت قضية الإقليم إلى أزمة دولية ربما يتأثر بها العالم العربي بأجمعه”.
ورأى أن التحرك العربي لمعالجة أزمة دارفور ربما جاء “لأن الدول العربية لا تريد أن تكون بعيدة عن الهم والرغبة العالمية الدولية لوقف الحرب بدارفور”.

خطوة إيجابية
ولكن المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر اعتبر أن اتجاه الدول العربية إلى معالجة أزمة دارفور “خطوة إيجابية لم تكن موجودة في السابق”.
وأكد أن ما أسماه وقوف الدول العربية والإسلامية مع الحكومة في مرات سابقة أضر بسمعتها في دارفور “لأن الدول العربية متهمة بمناصرة النظام القائم في حربه على المواطنين في الإقليم”، داعيا إلى إعادة صياغة كافة المواقف العربية السابقة نحو “قضايا السودان المعقدة”.
ولم يستبعد خاطر أن يكون التوجه الأخير للجامعة العربية “بمثابة إعلان أن تلك مرحلة قد انتهت وقد آن أوان البداية الجديدة للتعاون الدولي لأجل إنقاذ دارفور”.
عماد عبد الهادي: الجزيرة
[/ALIGN]


تعليق واحد

  1. عدة عقبات تواجه الوساطة العربية وهى :- اولا : صعوبة توحيد الحركات المسلحة . ثانيا : السلام ليس من اولويات هذه الحركات . ثالثا : لن يسمح الغرب وامريكا بانحاح المبادرة لعدم رغبتهم فى تحقيق سلام فى دارفور فى الوقتع الراهن . رابعا : قادة الحركات لديهم طموحات شخصية لا تتحقق فى ظل السلام . خامسا : الجامعة العربية لا تملك وسيلة ضغط على هذه الحركات تلزمها بالجدية ، فهذه الحركات مرهونة بالكامل للارادة الامريكية .