وقال المتعافي ان تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بحاجة الى بنيات تحتية من الصعوبة ان تتوفر في الوقت الراهن، لكنه اشار الى ان التوسع الذي طرأ على زراعة القطن حقق عائدات كبيرة وجنى المزارعون ارباحا جيدة خلال في المشاريع القومية.
المعلومات الصادمة التي ذكرها المتعافي بعضها يتعلق بالتاريخ والآخر له صلة بالراهن الذي نعيشه.. في جانب لم استوعب كيف فات على وزراء الزراعة طوال فترة التسعينات الاولى- وبعضهم يحمل درجة الاستاذية في هذا العلم- ان البنيات التحتية لا تتوافر لزراعة القمح بصورة كافية للاستهلاك، وان الشعار الذي رفع وقتذاك بتمزيق فاتورة القمح، لم يمزق تلك الفاتورة المسكينة، ولكنه مزق مصداقية تلك الشهادات الرفيعة في الزراعة، او فلنقل مزق مصداقية الوزير..هذا باعتبار صحة المعلومة التي اوردها المتعافي ويبدو انها صحيحة من واقع العجز الذي يعاني منه السودان في سبيل الوفاء بحاجته من القمح.
كيف يضع الوزراء كل علومهم وخبراتهم العملية جانبا من اجل ان يرفعوا من شأن قرار سياسي يصادم اول ما يصادم الحقائق التي جلسوا سنوات يتلقونها في مدارج العلم، وسلخوا السنوات يطبقونها في مواقع العمل؟!. الموضوع ليس موضوع القمح وحده، ولكنه موضوع التعريب والسكة حديد وسودانير، والسكر الهندي ومحاليل كور والشاش الطبي، وقائمة طويلة من القضايا التي خضعت للسياسة ولم تخضع لجلال العلم. [/SIZE][/JUSTIFY]
الراي العام
