جعفر عباس

كم تصعب التعازي يا غازي

[ALIGN=CENTER]كم تصعب التعازي يا غازي [/ALIGN] يا رحمن يا رحيم يا الله، ما أصعب اقتران اسم غازي بال”آه”، صديقي وحبيبي غازي، بدلا من الدعابات تردني منك، صرت أتقبل فيك التعازي، شهور ومرضك حرمني من التواصل معك، رغم مطاردتي لك من البحرين الى مايو كلينك، وكان محبوك فؤاد ونواف وعبد الرحمن السدحان، يعللوني بالأماني: “اطمئن والدكتور بخير وسيكلمك عن قريب”، ولكن لم يكن لي من ذلك نصيب، وأتاني نعيه وتغلغل الحزن في مسامي، حزن على قامة عالية شديدة التسامي، فقدنا فيك عدة شخوص، كل واحدة منها مليئة بالدرر التي تستعصي حتى على من يجيد “الغوص”. هل يبكي فيك الناس وزير الصناعة، الذي رسخ قواعد العمل بنزاهة وكفاءة وبراعة، أم وزير الصحة والتطبيب الذي وجد فيه الفقراء المحب الحبيب، أم وزير الماء والكهرباء، الذي اعتزم توفير الخدمات لكل مواطن من الألف الى الياء، وتم نقله الى وزارة العمل، ليفتح الفرص أمام الشباب ويعطيهم الأمل، أم السفير في المنامة ثم لندن حيث كنت تهز المنابر، أم القاص والروائي والمفكر والشاعر، شخصيا أبكي غازي الإنسان، غازي الذي لم يكن يعرف الكره وكان مشبعا تجاه الآخرين بالحب والحنان،.. يا ما أصابته السهام والنبال، ولكن تكسرت النصال على النصال، ولم يكن ممن يستعصمون بالمنصب، لترويع من يحاولون استثارته كي ينفعل ويغضب، أبكي غازي الذي اقتحم حياتي ليملأها ابتساما، ولو تجاهل كاتبا “مبتدئا” مثلي لما كان عليه عتاب او ملامة، ولكن جسمه الضخم، وعقله المستنير الفخم، كانا يضمان براءة وشقاوة طفل مرح طروب وغزير العلم والفهم.
يبكيك يا غازي ساكنو “شقة الحرية”، وينتحب نزلاء “العصفورية”، حتى ابوشلاخ البرمائي الكذاب، لم يكف منذ جاءه نعيك عن الانتحاب، فبعدك سيصبح ملطشة للزعماء البواسل، بعد ففْد “اسمك” الذي وفر له الحماية مما كادوه له من نوازل، كنت وأنا على أعتاب الأول والفاتح من سبتمبر، في انتظار قصيدة أخرى منك تذكر الناس بعيد ميلادي “الأغبر”، وما زالت المنابر والمنتديات، تتداول قصيدتك التي قلت فيها ان مجرد اسمي يضحك النائحات، كان عنوانها “إضحاك النوائح في هجاء وليد الفاتح”، وعلقتها قلادة في عنقي كي يقرأها الغادي والرائح: أيها الفاتح من سبتمبر “جئتنا تزهو بشَر أغبر” جئتنا ذات صباح عابس “أو مساء بصبي أَشِرِ.. ما زلت يا غازي أطرب لقولك فيّ وعن لساني: طوله متران إن أشهره” ودوين المتر إن لم يُشهر، وأنت من أطلق علي تشنيعة جعفر عباس الذي لا يبوس ولا ينباس،.. ولكن وفي لحظات الشدة وعند وقوع الفأس على الرأس، كنت فارسا قوي البأس، كتبت وانت سفير في لندن قصيدة في المجاهدة الفلسطينية آيات الأخرس، فخرج أزلام الصهاينة يطلبون منك ان “تخرس”، ولم يكن يعجبك حال العرب المائل، وما هم فيه من غوغائية وباطل، فناشدت الشركة المنتجة للفياغرا “فايزر”، أن تأتي بعقار يعيد إلينا نسل عنتر: يا سيدي المخترع العظيم “يا باعث الفرحة في المخادع المهجورة” ومرسل الرعشة في الأضالع المنخورة “يا من أثرت في المحيط والخليج النخوة الأصيلة” يا من رفعت الراية الجنسية المنصورة “.. يا سيدي المخترع العظيم” هذا رجاء شاعر “ينوح لا على شباب سيفه” لكن على أمته القتيلة “يا سيدي المخترع العظيم” يا من صنعت بلسما “قضى على مواجع الكهولة” وأيقظ الفحولة “أما لديك بلسم” يعيد في أمتنا الرجولة؟
هذا هو فقيدنا متعدد الأضلاع، ولفقد مثله يدمي الفؤاد ويلتاع، ليرحمك المليك العظيم، ونسأله أن يدخلك الجنة لتكون في نعيم مقيم.

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

تعليق واحد

  1. هذه مرثاة من متطفل على الأدب للفقيد الغالي غلزي
    الراثي قليلة و التعازي في رثاء الندب المهذب غازي
    سأرسل القصيدة كاملة فيما بعد