[ALIGN=CENTER]اذا تم الانفصال [/ALIGN]
في تصريح لباقان في أحد الصحف قوله (إنه على الجنوبيين ان يفكروا في تحديات كثيرة عندما يفكرون في الانفصال منها أننا سنكون دولة حبيسة من دون ميناء وسيكون لنا أطول حدود مع الشمال وعلينا الاختيار بين أن تكون لنا شراكة مع الشمال وأنا في هذا الاتجاه لكن البعض يقول نبني أنبوب بترول مع كينيا وننعزل عن الشمال تماماً.. لكن أنا لا اتفق مع هذا.. نعم هناك تحديات ومصاعب.. فنعتبر أن الانفصال جاء نتيجة الاستفتاء الشعبي فهل يزيل ذلك الخيار غبن النخب الجنوبية عن الشمال).. هذا الشمال الذي عبره مارسوا كل حقوقهم المواطنية ولقوا فيه الامان المنشود حينما استعصى عليهم الجنوب.. فالاحتراب والقبلية وأسلوب الغاب كلها ما زالت تضرب في جذورها.. اذن ليس الشمال من أفضى بالجنوب الى هذه السلسة المريعة من الاضطرابات الامنية.. نعم في ظل السلام واتيح للجنوب فرص الانفتاح حيث تنازل الشمال في بنود تفتح الابواب للمجموعات الأخرى لانتهاج ذات المسار وخارطة الطريق في سبيل خيارات البقاء في حوى الوطن الكبير او الانفكاك الى دويلات صغيرة.. دعوهم يختارون مصيرهم ولكن أعدوا العدة لقفل باب المزيد من التنازل.. فما زالت أبواب التنازل والشد مفتوحة فقد زرعت بذور هناك في ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الازرق ويبدو أن الانفصال قد يقود الى سلسلة من الانفصالات.. فهل حسم ابناء الجنوب هذا الاستفتاء بوعي أكبر وأوسع أم ظلوا أسرى للمرارات والإحن.
بالمقابل نطالع هذه الأيام تصريحات لبعض الساسة التي ظاهرها أنها عادية ولكن باطنها أنها من باب التشفي والشماتة حيث يبطن البعض فرحة أن حكومة الشمال في محنة حقيقية.. باعتبار التحديات الحقيقية التي تواجه الوطن من انفصال وترسيم حدود ومشورة شعبية لجنوب كردفان والنيل الازرق.. وفوق كل ذلك يلمح بعض هؤلاء الى أن معضلة دارفور والمحكمة الجنائية والابادة الجماعية عقبات واقعة الآثار طال الزمن ام قصر.. وهنا تبرز روح النوازع الشخصية على الاهتمام بمصالح الوطن العليا.. فمتى بالله يكبر ابناء هذا السودان عن حدود الكبرياء الشخصي والغبن الذاتي الى النظر بعين الاعتبار للمصلحة الكلية للبلاد.. وحقاً إن سارت النفوس في هذا الاتجاه لن يستطيع فرد في هذا الوطن تحمل الآخر.. بل سيتعمق الشتات والتفرق في البيوت والحقول وأماكن العمل المختلفة ليصبح كل شخص انانياً للحد البعيد.. وحقاً يحق لنا ان نعذر بعض الناشئين على الأنانية وحب الذات والغرور فنحن في حالة البحث عن أنموذج أو قدوة نتفق عليها.
ü آخر الكلام:
تشاكسوا.. حبوا انفسكم.. تبادلوا الكبرياء والغبن ولكن قبل كل ذلك رجاءاً ارحموا جسد هذا الوطن الذي أصبحت روحه تحتاج للانعاش الخالص.. وحسبنا الله.
سياج – آخر لحظة – 16/8/2010
fadwamusa8@hotmail.com