نور الدين مدني
التصافي والتعافي والسلام
* لسنا في حاجة إلى القول ان الصيام ليس مجرد الامتناع عن الأكل والشرب وعن تلبية الحاجات الحسية الأخرى، فهذا معروف للعامة، ولكنه تمرين بدني وروحي على الصبر واليقين والاحساس الصادق بما يعانيه الجوعى والعطشى لتعزيز قيم وممارسات الاحسان إليهم.
* في هذا الشهر الفضيل تتعزز العلاقات الاجتماعية من خلال الافطارات الجماعية في الأحياء أمام المنازل والافطارات الأسرية الجامعة داخلها وتستعيد النفوس والأرواح طاقاتها الكامنة التي تطغى عليها ضغوط الحياة المادية المتزايدة.
* انه أيضاً شهر العبادات رغم علمنا بأن أيام الله كلها للعبادات، ولكن في هذا الشهر المبارك يحرص الصائمون على تلاوة القرآن وختمه وتدبر آياته ومعانيه، وكذلك يحرص الصائمون على الصلوات في الجامع ، خاصة صلاة التراويح وصلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان, وكلها دفعة روحية تعمق التدين في حياتنا.
* كل هذا لا يتم على حساب واجباتنا الحياتية الأخرى خاصة تجاه أعمالنا وعلى الأخص تلك اللصيقة الصلة بخدمات المواطنين، لأن العمل في حد ذاته عبادة بل ديننا فضل المؤمن العامل على المؤمن المنقطع للعبادة.
* وفي هذا الشهر المبارك فرصة واسعة للتصافي والتعافي مع الذات ومع الآخرين وخاصة وسط الأسرة والأهل والأحباب، وفرصة طيبة للتصافي والتعافي الوطني داخل كياناتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فبلادنا وأهلنا في كل ربوع البلاد في حاجة إلى هذا التصافي الوطني الأشمل.
* نسأل الله عز وجل بفضل هذا الشهر المبارك ان يوفقنا للصيام والقيام والعمل الصالح والتصافي والتعافي داخل أسرنا وفي مواقع أعمالنا وفي مؤسساتنا السياسية والاقتصادية وان يوفقنا إلى تعزيز السلام بيننا في كل ربوع البلاد وفي دارفور خاصة وان يحفظنا جميعاً أرضاً وشعباً من كل الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن أنه نعم المولى ونعم النصير.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1006 – 2008-09-01