[ALIGN=CENTER]عِرقُك ليس درجة [/ALIGN]
عرقك ليس هو الذي يحدد لك مرتبتك في المجتمع.. يعني نسبك ليس هو الذي يعطيك حق تصنيفك مواطن درجة أولى أم مواطن درجة ثانية.. وفقه «المواطن درجة ثانية» مصطلح تعرفنا عليه بواسطة بعض الساسة الجنوبيين.. الذين تشبعوا بالإحساسات السالبة تجاه أبناء الشمال وظلوا ينعتون تعامل أبناء الشمال معهم بأنهم مواطنون «درجة ثانية» ويتخذون ذلك ذرائع للإخفاقات التي تحدث في الجنوب.. والحق أن الظروف الأمنية التي رافقت مسيرة الجنوب من تمردات واحترابات قبلية وصراعات حتى بين النخب السياسية الجنوبية أخرت حركة التنمية.. ولكننا نلقي بكثير لوم على «الإنسان الجنوبي» الذي هو في الغالب الأعم برزت منه جوانب الكسل.. فكثيراً ما نرى في الشمال أحد أبناء الجنوب قد تلمَّس خطاه في الحياة ليجد نفسه محاصراً بأعداد مقدرة من قبيلته ليرعاهم «لا ليبحث لهم عن عمل».. وهذه والله مدعاة لأن نقول إن نسبة الكسل بين أبناء الجنوب كبيرة جداً.. «ولا يزعل مني الأخوة الجنوبيون» … فقد سمحت لي الظروف بالسفر للجنوب ولاحظت حالات السُكْر التي تعيشها الغالبية العظمى من المواطنين هناك عز النهار.. وحتى بدايات التنمية التي بدأت مع السلام ولوحظت بعض شواهدها هناك أكاد أجزم بأنها ليست بأيدي العمالة الجنوبية.. بل انك تجد الأحباش والمصريين الذين اندمجوا في العمل هناك.. ولو كان أبناء الجنوب قدر تحدي المرحلة لما كان لهذه العمالة الوافدة أن تجد طريقها جنوباً والمنطقة في اعتاب البدايات.. ورويداً رويداً ستتعدد الجنسيات بالجنوب في إطار هذا (الكسل).. إذن لماذا لم ترجع هذه الأعداد الكبيرة من أبناء الجنوب إلى الجنوب وظلت في حمى المواطن الذي تراه يصنف نفسه درجة أولى وهم درجة ثانية.. إذن هناك «عقدة عرقية قديمة» لعب عليها المستعمر و«دق» فيها وتداً لا تزال آثاره دامية وقوية .. ولأن العقول مغيبة في ظل الأجندة السابقة سيواجه الجنوب واقعاً مغايراً في ظل الانفصال.. فالحاجة لأعمال التنمية لن ينجزها هناك إلا الوافدون مادام أهل «الجلد والرأس» بغير إرادة.. ولو كانت الحركة الشعبية صادقة فيما تدعي فلتفتح الجنوب لأبناء الشمال مثلما يفتح الشمال أبوابه لكل من هب ودب من الجنوب لتمارس الشفافية في أمر الوحدة والانفصال.. إذن من يوم إعلان نتائج الاستفتاء ستتغير خارطة الوطن وجنسيته .. وسنرى رتلاً من الإجراءات للهوية والمواطنة.. نعم للجنوبيين أن يحلموا بمفارقتنا إن ظل في جوفهم شيء من الدرجة الثانية.. وليحملوا لافتاتهم وليلبسوا «تي شيرتات الدعاية الانفصالية» ولا يبحثوا عن الأمان الذي ظل يقدمه لهم الشمال.. الشمال الذي كفل الضعفاء منهم عندما فرّت النخب إلى كينيا ويوغندا والدول الأوربية وبقى هؤلاء الضعفاء لا عون لهم إلا الله والشمال.. والجلابة .. المندكورو.
*آخرالكلام..
ليس اختلاف العرق أو الدين مدعاة لعدم التعايش.. إن تصافت الأنفس..
وكذلك أرى أن الشماليين هم الأكثر استيعاباً للانفصال إن تم.. ولكن لإيمان راسخ بأنه لو في يد أحدكم نبتة أوزرعة والقيامة على وصول أن يزرعها.. لعل وعسى ياباقان
سياج – آخر لحظة – 19/8/2010
fadwamusa8@hotmail.com