فدوى موسى

بين الراعي والرعية

[ALIGN=CENTER]بين الراعي والرعية [/ALIGN] الرعاية في ظل المسؤولية الجماعية تبقى معلقة بعصب الراعي، إلى أن يؤتيها حقها.. ولو تعثرت بغلة في طريق لم يسوها الراعي يصبح مسؤولاً عن ذلك أمام الراعي الأكبر، الذي كفل له أن يتبوأ هذا المقام من بقية الرعية والاتباع.. ولأن الشهر شهر خير.. فإن برنامج تفقد الرعية يصبح لازماً في أعناق المسؤولين الكبار، ورؤساء كانوا أم ولاة أم معتمدين أو حتى معاونين إداريين.. وفي رسول الله أسوة حسنة تقول أحد قصصه عليه الصلاة والسلام.. (يضرب لنا رسول الله المثل في حبه لأصحابه بقصة مع الصحابي الجليل جابر بن عبد الله، كان أبوه قد استشهد في أُحد وترك له أخوات بنات يربيهن، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتفقد حاله وليساعده بطريقة لا يجرح فيها إحساسه أو مشاعره.. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين يتقدمون ثم بقي مع جابر في المؤخرة ليدور بينهما هذا الحوار، الذي يبعث على الإعجاب بالرسول صلى الله عليه وسلم وبطريقة تعامله مع أصحابه، فقد لاحظ أن جمل جابر ضعيف فقال له: يا جابر ما أخرك؟.. فقال جملي ضعيف.. فقال أنخه.. ثم غمزه رسول الله بعصاه، فإذا بالجمل يعود قوياً سريعاً.. ثم ركب جابر جمله وكذا فعل رسول الله .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: هل تبيعني هذا الجمل ياجابر.. قال: بل أعطيه لك هدية يارسول الله: قال لا لكن بعنيه… فقال: اشتريه بدرهم فقال: إذن لا توفني حقه يارسول الله.. فمازال رسول الله يتحدث مع جابر حتى بلغ أوقية ثم قال هل رضيت ياجابر.. قال هو لك يارسول الله.. ثم راح يسأله عن حاله.. فقال: هل تزوجت ياجابر؟ قال نعم تزوجت ثيباً حتى ترعى أخواتي من البنات.. فقال رسول الله: إذن حينما نعود تذبح جملاً، فإذا سمعت امرأتك بذلك أعدت لنا مكاناً وجهزت وسائدها لكي نجلس عليها.. فقال جابر ليس عندنا وسائد يارسول الله.. فقال سوف تكون لك وسائد ياجابر إن شاء الله .. وهكذا وصلوا.. وأخذ جابر الجمل الذي اشتراه الرسول وربطه أمام دار النبي عليه السلام.. فأعطى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الجمل لجابر وأعطاه أوقية من الذهب، صارت سبباً لنجاح تجارته وتحسن حاله.. فقد كانت سبباً في ربحه ورعايته الكريمة لأهله.

آخر الكلام: حبيبي يارسول الله

سياج – آخر لحظة – 20/8/2010
fadwamusa8@hotmail.com