فدوى موسى

وظائف إجبارية

[ALIGN=CENTER]وظائف إجبارية [/ALIGN] لم أكن أحفل بكثير من التفاصيل باعتبار أنها عادية، ولكني في ذلك اليوم وجدت متسعاً من الزمن فتأملت قراءة بعض التفاصيل فوجدت أنها ليست عادية كما كنت أظن.. تنبهت فجأة إلى أنني أعمل وأقوم بوظائف لا أتلقى عليها أجر، ذلك أنني في الطريق أجد نفسي أمارس مهمة الدليل أو (الوصاف) إذا ما صادفني أحدهم وسألني عن موقع محدد باعتبار أنني قاطنة في المنطقة فتجدني اتطوع.. «طوالي.. أول شارع على يدك اليمين.. تاني ناصية تجد الموضع» ذلك أن الأحياء والحارات لا تجد لها علامات أو دلائل في الشوارع ويبدو شكل التخطيط «مربوكاً» لذلك نضطر لممارسة وظيفة الوصف و(الوصافين).. ومرة أخرى وجدت أنني أعمل داخل المركبات العامة «مساعد كمساري».. إذ دائماً ما يكتفي السيد الكمساري بالوقوف وسط المركبة ونضطر نحن «الراكبين» لممارسة المناولة «لحق الركوب وإعادة الباقي» أليست بالضبط وظيفة مساعد كمساري؟؟ ووظائف أخرى كثيرة نؤديها دون أن نفطن إلى أننا قد اعتدنا عليها واعتادت علينا وكلها تقع في طائلة الوظائف الإجبارية عديمة الأجر… عليه منذ اللحظة نطالب بـ«نسبة» أو «كمشن» من السادة المذكورين أعلاه لتسهيل وصولهم ودفعهم واستلامهم «بواقيهم».

اللمبة في الرأس..

تراودني أحياناً أفكار مجنونة… مردها أن الجنون أحياناً شيء من العقل.. فعندما أحس بالرهق الزائد والتعب الشديد أراني أرمق الحيوانات التي تتفيأ الأشجار أو الظلال بشيء من التمني لو أنها مكاني وأنا مكانها.. فكم وددت أن أبسط ذراعي بالوسيط أو أغرق في النوم في الهواء الطلق.. بسم الله الرحمن الرحيم «دا شنو دا».. أكيد هو الجنون.. وتارة أخرى وأنا أمارس العبور أمام شخوص عدة «أسأل نفسي لو كنت مكان هؤلاء ماذا أنا فاعلة…» … «أحياناً أرمق بائعات الشاي من شباك المركبة فأقول.. لو كنت مكانها .. باربح كم.. وياربي اتحمل القعدة دي من الصباح.. وياربي عندي أخلاق اتعامل بيها مع جمهور الكييفة ديل..» ثم أنفض غبار الفكرة عندما أمر أمام محل ترزية .. «يا ربي التفصيل مريح أو أحسن الجاهز.. هسي ديل بكسبوا كم.. و…» أطرد الفكرة عندما أدخل على حيز «صاحب العطارة» .. «شوف الحاجات.. ياربي بشتروها.. حرق البخور ياربي مربح..» إلى أن أصل إلى محطتي بالسلامة فتنطفئ اللمبة.

آخرالكلام..

وظائف كثيرة في انتظارنا.. نمتهنها أو لا نمتهنها.. تتوقف على مقدرتنا على استيعاب الواقع وربما شكل الوظيفة.

سياج – آخر لحظة – 25/8/2010
fadwamusa8@hotmail.com