[ALIGN=CENTER]الرحمة يا مسلمين..!! [/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]عرف المجتمع السوداني ومنذ سنوات طوال.. بالتماسك والتعاضد والتآلف..وشاعت هذه القيم في المجتمعات الريفية..بصورة اكبر واعمق..لطبيعة المجتمع الريفي البسيطة ..التي جعلت منهم وحدة واحدة بجذر واحد وفروع متعددة.. فكانت الرحمة هي شعار السودان البلد.. والسوداني المواطن.. ومع دخول الالفية الثالثة وظهور اخطبوط العولمة..تعولم المجتمع السوداني..دخلت العولمة من(الباب)..وخرجت الرحمة من(الشباك)..ظواهر غريبة على المجتمع السوداني حلت محل المظاهر السمحة.. اغلق الجميع عليهم ابوابهم..ومن يسيرون على الطرقات اغلقوا عليهم ابواب نخوتهم ومروءتهم.. الاغنياء نأوا بانفسهم عن مجتمع الفقراء..فلا هم يحسون بأنين هؤلاء..ولا اولئك يستطيعون ان يمدوا ايديهم الى ملة الاغنياء..وفي بعض المناطق الطعام فاض حتي اشبع(الكلاب). ومناطق اخرى من شدة ضيقها افتقدت (الكلاب) نفسها..حتي مساجد الرحمن التي قامت لترفع فيها شعار الرحمة والاخاء والمودة..قبل ان ترفع شعيرة الصلاة..اصبحت اندية للاغنياء.. يتبارون في تصنيفاتها ودرجاتها ومسمياتها..وتراجع الفقراء الي زاوية الحي..ربما تغشاها الرحمة اكثر من تلك الاندية..ذات الابواب السميكة..عازلة صوت الفقراء.. ولعمرى لم ار بلداً يرتد فقراؤه من مساجد الرحمن خاليي الوفاض..هذا ما يحدث الان..كثيرون قصدونا حائرين في ان الخيرين اصبحوا يأتون عبر ابواب الصحف وليس ابواب المساجد..ليت أئمة المساجد يتركون السياسة قليلا..وينتبهون.. وينبهون..لهذا الامر الجلل..وليس هناك افضل او ابرك من هذا الشهر العظيم لكي تحيا فيه هذه القيم التي ابيدت..
شهر رمضان شهر الرحمة والغفران.. والرحمة هنا بمعناها الواسع..رحمة الله تتنزل علي العباد في هذا الشهر المبارك..ويفيض بها على من احتسب عبادته لله خالصة في هذا الشهر دونما رياء او نفاق.. والرحمة في جانبها الاخر..رحمة العباد لبعضهم البعض..ان يتصدق الاغنياء على الفقراء..وان يتسامح القوي مع الضعيف..وان يسند القادر العاجز..وان يتفقد الجار جاره..اهو شبعان ام جوعان..صحيح ام عليل..وجميعها خصال حميدة يجب ان يتحلي بها المسلمون دائما..ولكن تخصيص الرحمة خلال شهر رمضان لها حكم وفضائل كثيرة..فهو الشهر الذى انزل فيه القرآن هدى ورحمة للعالمين..
اذا مات الاحساس بالآخر تموت الرحمة دون ان تبعث مرة اخرى على وجه الارض..ادركوها يرحمكم الله.. ان الله اسمه الرحمن الرحيم.
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1007 – 2008-09-02[/ALIGN]