د. عبير صالح

مريض الجهاز الهضمي وشهر الصيام


[ALIGN=CENTER]مريض الجهاز الهضمي وشهر الصيام [/ALIGN] تحث الشريعة الإسلامية على الحفاظ على صحة وسلامة البدن، فإن أي مريض لكي يقوم بأي تكاليف شرعية يجب أن يراعي صحة بدنه في المقام الأول، وذلك باستشارة الطبيب لتقييم حالته الصحية.

العلاقة بين الصيام والجهاز الهضمي هي أن الصيام ليس له تأثير ضارعلى الجهاز الهضمي السليم، بل مفيد جداً حيث أن الجسم له القدرة على التكيف والتأقلم حسب الظروف الصحية.

أثناء الصيام يحدث بطء في حركة الأمعاء مع نقص العصارة المعدية والمعوية وإفرازات البنكرياس، وهذا يؤدي لزيادة فترة الراحة في الجهاز الهضمي، لذلك عند الصيام تقل الإفرازات وتتحسن الأعراض ويتم عمل الأعضاء الداخلية في الجهاز الهضمي بصورة جيدة. إلا أن هناك بعض الحالات التي يمكن أن يتسبب الصيام في سوء حالة المريض الصحية.. وإليكم علاقة بعض أمراض الجهاز الهضمي بالصيام: فمثلاً قرحة المعدة والأمعاء أو القرحة الهضمية:-

ـ القرحة الهضمية هي حدوث تآكل موضعي في الغشاء المخاطي لجدار المعدة والأمعاء، وقد تكون هذه القرحة في المعدة فقط أو في الجزء الأول من الأمعاء والمسمى بالاثني عشر أو في الاثنين معاً، ونادراً ما تكون في أجزاء الجهاز الهضمي الأخرى كأسفل المرئ مثلا.

ـ قرحة الاثني عشر أكثر شيوعاً فهي تصيب المرضى ما بين سن «30- 50» عاماً، وأكثر شيوعاً في الرجال.

ـ قرحة المعدة هي غالباً بعد سن «60» عاماً، وتصيب النساء أكثر من الرجال.

ـ هنالك عدة مسببات للقرحة الهضمية وفي السابق كانت تعزى لأسباب الضغوط النفسية والقلق والتوتر العصبي، ولكن الآن وجد أن هنالك عاملين أساسيين:

1ـ الإصابة ببكتريا المعدة الحلزونية: يعتبر وجود وتكاثر هذه البكتريا في الطبقة المخاطية من بطانة المعدة السبب الرئيسي للقرحة، فهي تستطيع أن تتعايش مع حمض المعدة عن طريق إفرازات إنزيمية خاصة تحميها من الحمض وتعتبر السبب الرئيسي في تكرار الإصابة بالقرحة ما لم تعالج بالمضادات الحيوية المناسبة.

2ـ الاستعمال المفرط للأدوية المضادة لالتهابات المفاصل والروماتيزم مثل «البروفين و الفولترين» ومسكنات الألم مثل الأسبرين، حيث إنه يضعف من قدرة نسيج الأمعاء على الألتئام ويمكن استبدالها بـ«الباراسيتامول» «البندول» كمسكن ومخفض للحرارة، وتغيير الدواء على حسب ما يرى الطبيب المعالج.

3ـ هنالك أسباب أخرى للقرحة الهضمية منها:

– التدخين الذي يزيد من إفراز وتركيز حمض المعدة فيضاعف خطر الإصابة بالقرحة وكذلك يؤخر الشفاء أثناء العلاج.

-المشروبات الكحولية والتي قد تسبب التهيج والتآكل في جدار المعدة مسببة التقرح.

– وجود خلل وظيفي في تفريغ الطعام أو تكوين السائل المخاطي والإصابة ببعض الأمراض.

– وجود تاريخ عائلي بمرض القرحة.

ما هي أعراض القرحة الهضمية:

إن الأعراض الأكثر حدوثاً هي:

-آلام متكررة أو حرقان في منطقة البطن العلوية بين السرة وأسفل القفص الصدري.

-غالباً ما يشعر المريض بالآلام بين الوجبات حيث إن المعدة خالية من الطعام.

-غالباً ما تخف حدة الألم بعد الأكل أو تناول الأدوية الخافضة للحموضة.

– في بعض الأحيان يحدث أن يستيقظ المريض في منتصف الليل على هذه الآلام المزعجة.

– قد يشعرالمريض أحياناً بغثيان واستفراغ أو فقدان للشهية مما يؤدي لفقدان الوزن.

– بالنسبة لقرحة المعدة، فإن الألم قد يزداد بتناول الأكل وليس العكس كما هو في قرحة الاثني عشر.

– في بعض الحالات ونتيجة لنزيف دموي بسيط في القرحة قد يكون هناك نزول دم عبر الفم أو البراز «داكن أو أسود».

ü بصورة عامة تطور الطب في تشخيص وعلاج القرحة، فيتراوح التشخيص من الفحص الاكلينيكي والتاريخ المرضي والأعراض إلى الفحص بواسطة أشعة الباريوم للمعدة والأثني عشر، والأدق من الناحية التشخيصية هو منظار المرئ والمعدة والاثني عشر، حيث يمكن اكتشاف القروح والسرطانات وأخذ عينة في نفس الوقت.

أثر الصيام على القرحة:

لقد تطور الطب بصورة عامة في علاج القرحة، ويستطيع مريض القرحة الصوم إذا كان لا يشتكي من أي أعراض وتم تقييم حالته الصحية بواسطة طبيب الجهاز الهضمي قبل الصوم، ولكن يشترط استعمال عقار القرحة واستشارة الطبيب مهمة حتى يشعر المريض باستقرار حالته، لأن الصوم يعمل على زيادة الحامض المعدي كما أن تأثير الحامض في حالة عدم وجود الطعام يكون شديداً وبذلك يؤدي لتآكل الغشاء المخاطي، وبذلك يتجنب حدوث المضاعفات التي سيرد ذكرها لاحقاً.

– يمنع الصيام عن المرضى الذين يصابون بقرحة حادة أو نشطة «ألم حاد+ قئ»- حديثة الحدوث- مع العلم أن الآلام في أعلى البطن لاتدل على أنها قرحة نشطة فقد وجد أن 70% من الذين يعانون من الآلام في البطن ليس لديهم علامات لقرحة نشطة «يجب مراجعة الطبيب»

-كما يمنع الصيام عن المرضى المصابين بقرحة لا تستجيب للعلاج أو المصابين بنزيف من القرحة في فترة وجيزة أقل من ثلاثة أشهر مثلاً، وأيضاً المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية حديثة ومن لهم مضاعفات القرحة من التهابات ونزيف دموي في المعدة أو في الاثني عشر أو انسداد أو ثقب في القرحة وأيضاً المرضى المسنين المصابين بالقرحة.

– أما المرضى الذين كانوا يعانون من قرحة في فترة سابقة وتم علاجهم والآن لا يشكون من أي أعراض وتم تقييم حالتهم الصحية فيمكنهم الصوم.

نصائح رمضانية لمريض القرحة:

– تجنب العوامل التي تزيد من حدة المرض مثل الأسبرين

– استعمال المضادات الحيوية المناسبة للبكتريا الحلزونية إن وجدت.

– استعمال الأدوية الخافضة للحموضة على حسب إرشاد الطبيب.

-الاعتدال في الأكل وتنظيم الوجبات وتنوع الغذاء في كل وجبة.

– عدم الإكثار من تناول الأكل بين الوجبات حتى لا يحدث إفراط في إفراز حمض المعدة.

– الاعتدال في شرب الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.

– الحرص على تناول الفاكهة والخضروات القليلة الحموضة.

-عدم الأكل والشرب قبل ساعتين على الأقل قبل النوم حتى لا يؤدي إلى الارتجاع أثناء النوم.

– تجنب المشروبات الكحولية والتدخين والانفعالات العصبية.

-تفادي الدهون والفلفل الحار والتوابل في الطعام.

– تجنب تناول الطعام الساخن أو البارد والتقليل من البقوليات .

صيام مريض الكبد والمرارة:

يعتبر الكبد عضو مهم في جسم الإنسان، وتكمن أهميته في أنه من أكبر الأعضاء من ناحية الحجم ويتكون من خلايا عديدة تقوم بعدد أكبر من العمليات المعقدة من الناحية الحيوية الكيميائية، ويخلص الجسم من المواد السامة والضارة.

-لذا نجد أن أمراض الكبد متعددة على حسب مكان الإصابة بالمرض، سواء كانت قنوات صفراوية أو الخلايا الكبدية أو النسيج الكبدي والأوعية الدموية أو المرارة، كما تختلف في علاجها الذي يتراوح من تغيير في النمط الغذائي إلى الدوائي إلى الجراحي.

– ويعتبر الغذاء المتوازن مهم بصورة عامة لعلاج أمراض الكبد وخاصة المزمنة أو المتأخرة.

ü بخصوص صيام مريض الكبد والمرارة: كما أسلفنا يجب على كل مريض أن يستشير طبيبه قبل الصوم في تقييم حالته الصحية، وفي أغلب الأحيان يمكن لمريض الكبد الصوم إذا كان المرض غير مزمن وفي مراحله الأولى ومن غير مضاعفات أو مصحوباً بأمرأض أخرى تمنع من الصوم مثل السكري وغيرها.

وإليكم بعض الحالات التي تمنع الصوم بالنسبة لمريض الكبد:

1ـ المرضى المصابون بأمراض مزمنة ومراحل متأخرة ومضاعفات مثل مرضى تليف الكبد والفشل الكبدي والغيبوبة الكبدية والتهاب الغشاء البروتوني في البطن والاعياء الشديد.

2ـ يجب مراعاة الأدوية العلاجية وخاصة إذا كانت تؤخذ على فترات متقاربة، وأيضاً المرضى الذين يستعملون مدررات البول، لأن هذه الأدوية تجعل المريض يفقد كمية كبيرة من السوائل والأملاح، فيجب على المريض أن يعوضها مباشرة، وهذه المدررات تستخدم في علاج الاستشفاء المصاحب لبعض أمراض الكبد لذا عليهم الإفطار.

3ـ المرضى الذين يعانون من نزيف دوالي المرئ وتم علاجهم عن طريق الحقن بالمنظار يكونون عرضة للإصابة بالقروح سواء في المرئ أو المعدة، وهنا عدم الصيام أفضل.

– فيما عدا الحالات السابقة الذكر يمكن لمريض الكبد أن يصوم بأمان، فقط بالتنسيق مع طبيبه قبل الصوم.

كبسولة لمرضى الكبد:

-الابتعاد عن الأكل المضاف له الملح وخاصة مرضى الاستسقاء «سوائل البطن» وتورم القدمين.

– تقليل الدهون بصورة عامة وخاصة الحيوانية.

– عدم الإفراط في تناول السوائل لمرضى الاستسقاء وتورم القدمين.

– تجنب الكحول.

– تقليل كمية البروتينات لبعض الحالات.

كبسولة: تخلص من الإمساك في رمضان:

عدد كبير من الأشخاص يشكون من الإمساك طيلة فترة الشهر الكريم وإليكم نقاطاً للتخلص من الإمساك:

1ـ يجب أن يحتوي غذاؤك على الألياف لأنها تقوم بامتصاص السوائل وتزيد من ليونة البراز، مثل الخضروات والفواكه وخبز الردة «ردة القمح» والملوخية والتمر.

2ـ تعوَّد تناول السوائل وخاصة الماء على الأقل «8» أكواب ماء في اليوم من فترة الفطور إلى السحور.

3ـ يجب الاستجابة لرغبة الإخلاء وعدم كبحها حتى يمكنك المحافظة على حركة الأمعاء الطبيعية.

4ـ حاول الدخول للحمام أكثر من مرة يومياً.

5ـ يجب التقليل من الشاي والقهوة لأنها تقلل كمية الماء بالجسم والاستعاضة عنها بالعصائر الطبيعية.

6ـ ممارسة الرياضة يومياً، وخاصة رياضة المشي وتجنب الاكتئاب.

7ـ توجد عدة أدوية تستخدم لمعالجة الإمساك وتسمى الملينات أو المسهلات فلا يجب استخدامها الا باستشارة الطبيب ويجب إيقافها عند زوال الإمساك مباشرة

الانتفاخ وكثرة الغازات في البطن«2» : تتسبب أدوية المغص وبعض المهدئات وبعض الأدوية في ارتخاء في الأمعاء وتقلل قدرتها على طرد الغازات..

– السمنة مع عدم القيام بالمجهود الرياضي..

– كثرة الإنجاب بالنسبة للنساء.

– الإفراط في تناول الطعام وخاصة غير المتوازن أو الأطعمة الفاسدة أو غير المطبوخة جيداً، وكذلك تناول الطعام في حالات التعب والتوتر النفسي.

– كثرة تناول البقوليات كالفول والعدس والفاصوليا والحمص والحليب ومشتقاته.

– عدم الخروج إلى الحمام باستمرار والتباطؤ عندما تستدعي الحاجة.

– التوتر النفسي والقلق..

-الأطفال الرضع، سواء من يتغذى على لبن الأم أو من الزجاج فإنهم يبتلعون الهواء أثناء الرضاعة مما يسبب انتفاخ البطن.. -التدخين.. والامساك.

صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة – 26/8/2010
lalasalih@ymail.com