زهير السراج

الديب في الخرطوم..!!


[ALIGN=CENTER]الديب في الخرطوم..!! [/ALIGN] عينت مصر في الأيام السابقة سفيرا من العيار الثقيل في السودان هو عبدالغفار الديب، الذي عمل مديرا لإدارة السودان بالخارجية المصرية وقضى فيها اكثر من نصف عام يدرس الملفات السودانية بالتفصيل الممل وينجز المهمات المعقدة كان آخرها استعادة الصفاء بين البلدين بعد تصريحات الرئيس البشير الأخيرة بأن (حلايب سودانية وستبقى سودانية) التي أثارت الصحف المصرية فشرعت أسلحتها الثقيلة ضد السودان وأغضبت السودانيين فردوا بحملة مضادة بدأها وزير الخارجية السودانية على كرتي بتوجيه نقد حاد الى مصر والقول بأنها لا تعرف مشاكل السودان، فسارعت الخارجية المصرية بايفاد السفير عبدالغفار الديب الى السودان في شهر يوليو الماضي لإطفاء نيران الأزمة وأفلح في ذلك..!! * والسفير الديب عمل قنصلا لمصر في مدينة جوبا مدة اربع سنوات في الفترة بين 2005 ــ 2009 استطاع خلالها أن يتفهم بشكل عميق طبيعة العلاقة بين الشمال والجنوب والصورة التي ينظر بها الجنوبيون الى علاقتهم المستقبلية بالشمال وينقلها الى حكومته، الأمر الذي أدى الى تغيير مواقفها المعلنة بالنسبة لقضية الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب..!! * لا يعني ذلك بأن الديب يؤيد انفصال الجنوب، بل هو وحدوي مثل كثير من السودانيين والمصريين، ولكنه هو الذي جعل حكومة مصر تدرك بجلاء أن موضوع الاستفتاء ــ بغض النظر عن نتيجته ــ هو قضية لا يمكن للجنوبيين أن يتنازلوا عنها أو يوافقوا على تأجيلها، كما أن الانفصال إذا حدث لا يعني بأي حال من الأحوال أن تنتقل دولة الجنوب (الوليدة) الى الجانب المعادي لمصر والدول العربية وتكون مصدر تهديد للامن القومي المصري والعربي، بل على العكس فانها يمكن أن تكون اضافة قوية لمصر والعالم العربي باعتبار ان مصر تستطيع ان تعمل وتتحرك بحرية أكثر في الجنوب عن الشمال بسبب حساسية معظم السودانيين الشماليين تجاه مصر لاعتبارات تاريخية، والتي لا يحس بها السودانيون الجنوبيون تجاه مصر، بل يعتبرها كثيرون منهم برغم آرائها المعلنة في موضوع الوحدة والانفصال صديقا للجنوب وعونا له، خاصة وانها حاضرة بقوة هناك عبر عدد من المشاريع الحالية، ويدخرها الجنوبيون لتنفيذ مشاريع مستقبلية إذا تحقق الانفصال على رأسها مشروع قناة (جونقلي) الذي سيخدم مثلث وادي النيل..!! * ولم يحضر السفير المصري الجديد الى الخرطوم بخبرته في الجنوب فقط، بل بخبرة عريضة وعلاقات واسعة في المجال الافريقي فلقد كان عميدا للسلك الدبلوماسي بجوبا، وسفيرا لمصر في زامبيا، والمندوب الدائم لمصر بمنظمة الكوميسا، ونائبا لرئيس اللجنة الدائمة للتنمية الافريقية باديس ابابا ونائبا لرئيس اللجنة الدائمة للتنمية بحوض البحر المتوسط.. أي انه رجل عمل وتنمية وليس دبلوماسية فقط، فضلا عن خبرته الاستخباراتية الطويلة التي يتمتع بها معظم السفراء المصريين.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
7/9/2010


تعليق واحد

  1. فعلاً مصر لا تعرف مشاكل السودان والمسألة صارت مصالح دول والدليل المشاريع التي تبنتها مصر في الجنوب من فنادق عائمة وقناة جونقلي 0000الخ وما يحدث للسودان صار لا يهم مصر كثيراً ولكن إذا إنفصل الجنوب أول من سيقاسي من ذلك مصر مهما تقربت للجنوب وستظل حلايب سودانية حتى يأتي الأوان بإستردادها .

  2. مشكلتك بتطبل للمصريين أكتر من اللازم… وبعد دا كلو لا حا ينفعوك لا يحزنون ….. والغريبه أنك مصاحبهم من سفيرهم لغفيرهم لكن لسه ما عرفتهم ولا خبرتهم كويس…. رجاء اكسب زمنك وما تضيع زمنك وزمنه في التطبيل الفاضي