جعفر عباس

التعريب القسري

[ALIGN=CENTER]التعريب القسري [/ALIGN] للاعلام العربي ولع عجيب بتعريب اسماء البلدان والناس قسرا، وكان اكثر ضحايا هذه المدرسة العجيبة زعماء الجمهوريات عديمة الجدوى التي نشأت نتيجة لتفكك الاتحاد السوفيتي، وكان من اوائل الذين تعرضوا للتعريب القسري الفيلد مارشل إيدي أمين.. فما أن تسلم السلطة واتضح انه مسلم بصورة أو بأخرى حتى تحول اسمه الاول إلى “عيدي”.. الزعيم الافغاني غلب الدين حكميتار اكتشف بعد أن تجاوز الاربعين ان اسمه ينبغي ان يكون “قلب الدين” وغاب عن الذين قلبوا اسمه ان “غلب” تلك تعني امرا آخر غير الهزيمة والقهر باللغة البشتونية.
على كل حال فإنني صاحب باع طويل في الترجمة “الاونطة” والتعريب عديم المعنى، وطالما ان الاعلام العربي هو “المعلم” في هذه النواحي فإنني سأتبرع ببعض المعلومات تأكيدا لانتمائي لذلك الاعلام وسأكشف في سياق كل ذلك عن أسرار خطيرة اولها أن ميخائيل غورباتشوف عربي الاصل، بل من أسيوط بالتحديد، ولكنه كان ولدا عاقا لا يطيع جدته في معظم الاحيان وكانت هذه الجدة تعاني غازات المعدة وتتعاطى حبوب الفحم بطريقة خاطئة، فبدلا من أن “تبلعها” بقليل من الماء، كانت تمصها مصا وذات يوم نرفزها الصغير ميخائيل بينما كانت تقوم بحلاقة شعره بشفرة حادة فبصقت على رأسه ولعابها مختلط بالفحم فكان ان ظهرت تلك الشامة الشهيرة على رأس غورباتشوف، وكانت تلك الجدة “ردّاحة” وطويلة اللسان فدعت عليه: يا ميخائيل يا شبه الخروف.. الهي يصبح شعرك منتوف.. وللـ “غربة تشوف” ومن هاتين الكلمتين الـ “غربة تشوف” جاء اسم غورباتشوف تماما كما أن اسم العاصمة مانيلا تحريف من كلمتي “من الله”، فبعد أن وصلها البحارة العرب بعد رحلة شاقة وجدوا فيها الخضرة والماء والوجه الحسن فقالوا: هذا فضل “من الله” والتقط بعض القرويين الكلمتين “من الله” وجعلوها اسما للموقع وشيئا فشيئا أصبح الاسم “مانيلا” (بالمناسبة الكلام عن مانيلا ليس من عندي، بل ورد في بعض الكتب).
وكما قال المتنبي:

إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم

فبدلا من تعريب اسماء رؤساء الجمهوريات الآسيوية التعيسة علينا أن نركز على أشياء “فيها زبدة”.. بروكسل مثلا انشأها العرب أو بالاحرى كانت خلاء “بر” وكان العرب يذهبون إليها للراحة والاستجمام وكانوا يقولون انها “بر” و”كسل” أي انها منطقة برية لممارسة الراحة والكسل، وهكذا تم الجمع بين البر والكسل فأصبحت بروكسل، وجاء ايضا في الانسيكلوبيديا عربتيكا قرصنتيكا ان جماعة من العرب المستعربة الذين لم يكونوا يجيدون اللغة العربية اختلفوا مع القبائل التي كانت تلجأ صيفا إلى منطقة البر والكسل فنزحوا منها إلى منطقة خضراء جميلة وقالوا “هو لنا” يقصدون أن الارض التي اشاروا إليها بالضمير ” هو” أصبحت لهم أي ملكا لهم فسألهم قائد كتيبة المنجنيق في حلف الاطلسي: ماذا تعتقدون؟ فردوا عليه “هو.. لنا.. ده..” يعني هذه (ده) الأرض لنا، فأصبح الناس يسمون تلك المنطقة “هو لنا ده” وهكذا ولدت هولندا، تماما كما أن الاسم الارناؤوط من عبارة “عار أن نعود”.
المهم بشائر التعريب تدعو الى التفاؤل، وخاصة بعد أن قال الزعيم الليبي في معرض طرح أفكاره حول “دولة الحقراء” أن كلمة برجوازي اتت من “برج عاجي” وأن الديمقراطية اتت من “ديموا الكراسي” يعني من يصل إلى “كرسي” الحكم “لا يتزحزح عنه إلا على يد عزرائيل أو اسرائيل” (لا فرق) وقياسا على هذا يصبح مؤكدا ان شكسبير من بدو المغرب وان اسمه الأصلي “شيخ- زبير” والزعيم الفرنسي ديغول ينتمي إلى عائلة الغول النوبية التي تؤنث المذكر فقالوا عنه في أيام شيطنة الطفولة “الولد دي غول” يعني بالنوبية: هذه الولد غول.. وهكذا ولد ديغول والبقية تأتي!

أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

تعليق واحد