فدوى موسى

الدنيا رمضان يا زول

[ALIGN=CENTER]الدنيا رمضان يا زول[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]دفع عن خاطره كل أسباب النرجسية التي تمتلك كل نواصيه وهدى نفسه لأن يتواضع قليلاً لعله بذلك يكون قد حقق ما يعتمل في صدره من أفضلية على الكل.. نعم هو في داخله يحس بأنه الملك والجميع من الأتباع، حتى مِشيته على الأرض مشية من يخشى على نفسه ملامستها.. رأسه دائماً مزهوة مرتفعة لأعلى.. يراه البعض مريضاً نفسياً. ومع كل ذلك فهو لا يخلو من الدنياميكية والنشاط الفاعل وإن كان أقرب للترفع.. جاءه «أحمد» في مخمصة فول وجهه عنه. جاءه الزين.. فأعرض عنه وجاءه.. وجاءه.. صار حديث الإفتراء بين زملائه.. فيا «زول».. قول يا لطيف الدنيا رمضان وبكرة في رحم الغيب.

النسوان في رمضان:

دنيا المرأة.. دنيا التفاصيل الكثيرة.. في رمضان تختلف نظرتهن.. ست المطبخ منذ الصباح «تقوم» على البلبلة والغدو والرواح في حيز مطبخها.. أما المغتنمة للفرص الروحانية فهي التي تدور أحداث يومها ما بين المصحف والمصلاة ثم تختطف من زمنها الى المطبخ عندما تقترب اللحظات … أما المدمنة للفضائيات والشاشات فتجدها تتكامل لحظاتها أمامها.. تتفاعل مع قصة هذا «المسلسل» وذاك «الفيلم» وتلك «التمثيلية» حتى يداهمها موسم الخبائز والحلويات.. وقت المرأة في رمضان يحتاج لحساسية عالية للإدارة والتنسيق حتى تجد حظها من تنوع النشاط والفائدة.

الوزارة والجير من بره:

عندما ذهب موظفو وزارة إتحادية لرئاسة وزارتهم لصرف مرتباتهم أول يوم من أيام هذا الشهر العظيم.. وجدوا العمل على أوجه جار في المبنى الأمامي «جير ونقاشة» فما كان منهم إلا.. أن هزوا رؤوسهم.. الوزارة دي ما عندها إحساس ولا شنو .. وين دعم العاملين بالمؤن الغذائية أسوة بمؤسسات الأخرى.. هسي الجير في وقت ذي دا لزوموا شنو.. «شب» الموظف عبدو وقال الظاهر كدا «مسعول» كبير جاي الوزارة في الأيام دي.. فيا وزارة وياقيادات الوزارة «رمضان كريم».. وقبل الجير من بره الوزارة «دي» دايرة ترميم من جوة.. جوة خالص.. لأن الجير قابل للإزالة بفعل الأمطار والدنيا خريف.. وأقرب طريق للوصول لرضاء العاملين هو الإحساس بحسهم ومحاولة جعل بيئة العمل جاذبة فهل يمكن الوصول الى ذلك؟

جِرس رمضان:

ركب بعض المواطنين موجة المراقبة للصائمين وللفاطرين ولا أعرف كيف يمكن تصنيف هذه الموجة هل هي الغيرة على قيمة الصيام أم أنها نوع من الجرس أوالشماتة الصامتة.. نعم قد يكون منظر بعض الفاطرين «عمداً» أقرب للإبتزال.. لكن هناك« المعذورين »شرعاً مرضى وذوي رخص.. فلماذا لا تؤتى الرخص التي أباحها الشارع الكريم.. ويا جماعة القيل والقال «شنو يعني» فلان فاطر ولا فلان صائم إن كان صاحب الشأن لم يحس هو بقيمة هذه العبادة التي خص الله تعالى ذاته بها «إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به».. فيا مراقبين اتركوا هؤلاء لعل بصمتكم يستحون من الفطور «عمداً».. وشفى الله أصحاب الأعذار والذين هم أحق برخصة الرحمن في عدم الصيام.. «ويا ناس يا شر كفاية قر»..

آخر الكلام:

ما بين أحداث المكان وأبعاد الزمان تمر الأيام العادية والمميزة.. ونحن أحق بالإنتباه للزمان والمكان الذين نهدرهم هنا وهناك سواء أكان في دروب العلل النفسية ونرجسيتنا التي تعاودنا من حين لحين أو هدرنا للزمن زائد في المطابخ والشاشات وغيره أو تجميلنا للمظاهر الخارجية وتركنا للجوهر بطلاء وجير جدران الظواهر أو مراقبتنا لجرستنا مع الآخرين.. ولطفك يا رب![/ALIGN]

سياج – آخر لحظة – العدد 754
fadwamusa8@hotmail.com