فدوى موسى

بهدوء .. بلا مشاط


[ALIGN=CENTER]بهدوء .. بلا مشاط [/ALIGN] يلعب عامل الزمن دوراً كبيراً ومفصلياً في نظام وشكل الحياة السودانية في مقبل الأيام.. حيث ستدخل مفاصل البلاد في ظلال أحد الخيارين.. والأرجح هو انفصال الشمال عن الجنوب، أو قل انفصال الجنوب عن الشمال.. وينتظر تاريخ السودان (القديم) حدث كبير يحتاج لأناس يجب أن يكونوا كباراً، وأنا كمواطنة سودانية شمالية بسيطة آمل أن تحقن دماء أهل البلاد شمالاً وجنوباً، وأعلم علم اليقين أن حلول مشاكلنا المزمنة بأيدينا نحن بالداخل، ولن تضفي عليها تدخلات الخارج إلا بهارات إما مطعمة أو حارقة.. وبالدارجي كده (مالو لو قعد الشماليين والجنوبيين في واطاة الوطن الحالي ودبروا حالهم بهدوء وبرمجوا حياتهم وفقاً للرؤى التي يرتضونها وخلو شغل المكاواة وشغل نسوان البيوت، وكية فيك وكية فيك، وشغل المشاطات أمات سلة..) ففي ثنايا هذه الترهات ضياع لقيم عالية للتراب والمواطنة، بالله عليكم لا تدخلوا التاريخ من باب (من أضاعوا بلادهم في زمن التوحد والائتلاف بين الكيانات) ..لعن الله الكلام الساخن الذي يخرج من صدور بعض الساسة، ويحيل المحيط والأجواء الى دنيا من العبث، فكلما طارت كلمات من (خشوم) هؤلاء أججت فتنة.. ها هو باقان يلمح لاضطرابات إن لم يقم الاستفتاء في موعده.. وها هو وزير الإعلام يخرج كلاماً ساخناً عندما يشير الى أن خيار الانفصال يعني عدم قبول الجنوبيين كرعايا دولة.. لتجئ كلمات (أتيم قرنق) مشيرة ضمنياً لتأثر عدد ستة ملايين شمالي على الحدود الجنوبية وداخل أراضي الجنوب وهم من يمتلكون خمسة وعشرين مليون رأس من الماشية، والآخرون العاملون في مجال البترول وشركات الاستثمار، لكل هؤلاء نقول رجاء (الزموا الهدوء.. و«خلوا البطبطة» شمالاً وجنوباً) وكونوا قدر هذه الخيارات.. كونوا قدر التراب ولا تضيعونه بحفنة تراب.. فإن جاء الانفصال يجب أن يعمل أهل الشمال على احترام الخيار، ودعمهم للعودة السلسة الى بلادهم القديمة الجديدة، فماذا يريد الجنوبيون عند الانفصال من الشمال للعودة لخيارهم.

آخر الكلام: لا يمكن أن تختار بين خيارين إلا واحداً… لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار..ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 29/9/2010
fadwamusa8@hotmail.com