تحقيقات وتقارير

يأيتها الوزيرة … مطلوب قرار حاسم حتى لاتكون كل انجازاتك مجرد سور !!


إنقضى مؤتمر التعليم، وأنفض سوق الضجيج والثرثرة الذى صاحب انعقاده دون أن يخرج المؤتمر بأي حلول ناجعة وحاسمة وسريعة، غير خروجه بمجرد توصيات باهتة باردة هي أيضاً رفعت وستحال إلى لجان واللجان إلى لجان حتى آخر قطرة دماء من شرايين العملية المتيبسة، وحتى آخر رمق من نفس التعليم المزهوقة . وقد كنت كتبت في مقال سابق قبل انطلاق فعاليات المؤتمر أنني غير متفائل بالمرة من أن يخرج ذلك المؤتمر بأي حلول ناجعة وحاسمة سوى أنه سوف يكون سوقاً للثرثرة ، وقد قلت ذلك الكلام ليس تبخيساً للجهد الكبير الذي بذل لتسيير وإقامة فعاليات ذلك المؤتمر، وليس تبخيساً للعلماء والأساتذة المشاركين في فعالياته، وإنما قلت ذلك الكلام لأن المؤتمر لن يأتى بأى جديد، لأن كل الأسباب وكل المسببات التي أدت لتدمير وخلخلة العملية التعليمية كانت سلفا مرصودة ومعلومة وحلولها كذلك جاهزة ومعروفة قبل أن ينعقد المؤتمر ، حيث كان هناك إجماع عام من كل الخبراء أن السلم التعليمي المطبق الآن ،هو سبب الكارثة التربوية وسبب دمار العملية التعليمية. وقد اكدت كل الدراسات ان هذا السلم التعليمى قد أثبت فشلا ذريعا ونزل بالتعليم إلى أدنى درجات الحضيض ،وأنحدر بالعملية التعليمية الى أسفل سافلين . كما أن هناك أيضاً إجماعا عاما على فشل المناهج المطبقة الآن في التعليم العام ،حيث ثبت بالدليل القاطع انها مناهج مدمرة أربكت العملية التعليمية وأحدثت دماراً في مستويات الطلاب الاكاديمية تشهد عليها عمليات الرصد التى تجريها الوزارة سنويا لمستويات الطلاب فى تحصيل المواد من خلال شهادتى الاساس والثانوى . وطالما أن هناك إجماعا على هاتين النقطتين اللتين تعتبران العمودين الرئيسيين للعملية التعليمية ، لذلك لم يكن هناك أي دواعٍ كبيرة أو مسببات منطقية تدفع سلطات التربية للحرص على عقد أي مؤتمر لن يكون اكثر من مجرد حلقة لهدر المال والجهد والوقت، ولأجل ذلك كانت الحاجة ماسة فقط لإصدار قرارات حاسمة لا تحتاج لأكثر من عزيمة الوزارة وقلم لتوقيع الوزيرة . ورغم أن المؤتمر قد اعترف بما هو معترف به سلفا حول ضرورة مراجعة السلم التعليمي وإضافة عام اضافى للتعليم العام لتصبح جملة سنوات التعليم العام (12 سنة)، إلا أن المؤتمر مع سبق الاصرار والترصد قد ميع هذه القضية ولم يحسم أمرها ،حيث لم يتضح إلى الآن بصورة قاطعة إلى أي إتجاه سيضاف هذه العام الإضافي ، هل سيضاف إلى مرحلة الأساس لتصبح تسع سنوات ، أم سيضاف إلى المرحلة الثانوية لتصبح أربع سنوات ، وأنا أسأل الوزيرة وأسأل القائمين على أمر المؤتمر والذين سكبوا تنظيراً كثيراً حول الطريقة الفاعلة والناجزة ((حسب قولهم) لإدارة أعمال المؤتمر الذي تم توزيعه إلى عدد من اللجان المتخصصة ،والتي كان يفترض أن تخرج بتوصيات محددة وحاسمة بإعتبار أن تلك اللجان حشد لها كوادر وخبرات تعليمية متخصصة ،كان يفترض أن تكون هي الأجدر والأقدر على إخراج توصيات محددة وحاسمة ،ولكنها آثرت أن تخرج توصيات أقرب إلى (الفوازير) والكلمات المتقاطعة ليدخل الناس مرة أخرى في الجدل والجدل المضاد ، وهذا الذي حدث من عدم خروج المؤتمر بتوصيات حاسمة هو نتاج طبيعي لتحكم عدد من الكوادر المتجمدة الباردة في إدارة هذا المؤتمر ،والتى كانت هي نفسها حلقة اساسية من حلقات الفشل الكبرى التي أصابت العملية التعليمية، وبالتالي هم لم يكونوا أبداً حريصين على خروج المؤتمر بأية قرارات حاسمة وناجعة وقابلة للتنفيذ الفوري لأن ذلك يمثل شهادة رسوب بالنسبة لهم ويمثل ايضا شهادة اثبات للفشل الذريع الذى قادوا به التعليم ، ولذلك أنا أوجه كلامي مباشرة إلى الأستاذة الوزير سعاد عبد الرازق اذا كانت تبتغى خيرا بنفسها وبالبلاد وبالتعليم أن تفك اسرها من ارتال المثبطين الذين وطنوا انفسهم مع الفشل، وان تحزم أمرها بشجاعة وتعيد المرحلة المتوسطة التى ((وئدت حية)). تعيدهاكما كان في السلم التعليمي قبل الإنقاذ سواء كان ذلك بنظام (6/3/3) أو (4/4/4) ، لأن المهم والذي دمر التعليم ليس هو إختزال عام وإنما الذي دمر التعليم هو (إختزال مرحلة كاملة) كانت تشكل واسطة عقد التعليم وعموده الفقرى، وهذه المرحلة التى تم اختزالها فى واحدة من اكبر الاخطاء التى ارتكبت فى حق التعليم، لن يعالج الآثار الضارة لاختفائها مجرد ((سور)) يضرب بين حلقتين كما ورد فى التوصية الفطيرة التى خرج بها المؤتمر، والتى توضح ان لجان المؤتمر قد غرقت فى ((شبر مويه)). لان المشكلة الكبرى التى حدثت من دمج المرحلة المتوسطة فى مرحلة الاساس لم تكن هى فى الظواهر السالبة الناتجة من دمج الاعمار والتى لم يسجل رصدها اى ظواهر سالبة بأرقام يعتد بها للدرجة التى تجعل مخرجى تلك التوصية يركزون كل جهدهم نحوها ، ويصرفون انظارهم عن المشاكل الكبرى التى اقعدت العملية التعليمية والتى كان اخطرها هو حل وإلغاء المرحلة المتوسطة،ولذلك مطلوب من الوزيرة اتخاذ القرارات الجريئة والصحيحة دون النظر الى اية اعتبارات مالية، لان على الوزيرة ان تتذكر جيدا ان كل قرارات الانقاذ الكبرى والاستراتيجية كانت كل ميزانياتها هى ((توكلت على الله)) .وكانت كل اموال تأسيسها ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)). وعلى الوزيرة ان تعلم ان هناك مخارج كثيرة لإعادة المرحلة المتوسطة? حيث يمكن دمج عدد من مدارس الاساس لتكون مدارس متعددة الأنهر، وبذلك يمكن توفير عدد من المبانى يمكن ان تستغل هى ايضا كمدارس متوسطة متعددة الانهر،أو يمكن بناء فصل تاسع فى كل مدرسة اساس ثم يتم فصل ثلاثة فصول لتشكل مدرسة متوسطة ، ولذلك، يا وزيرة التربية ان الحق قديم فلا يحبسنك حابس من الرجوع اليه. لان الرجوع الى الحق فضيلة. وسيكتب اسمك فى الخالدين ان انت اتخذت القرارات الحاسمة التى سوف تنتشل التعليم من الدرك السحيق الذى سقط فيه، وإن من الخير لك ولوزارة التربية أن ترجعا لخيار سابق ناجح مجرب خير لكما من أن تدخلا نفسيكما مرة اخرى في عملية تجريب جديدة حتى لا يأتي الناس بعد عشرين سنة أخرى ليتباكوا على ضياع التعليم ،وعقد مؤتمر آخر لن يكون حينها لإنقاذ التعليم، وإنما سيكون حفل تأبين لرثاء عملية التعليم التى وئدت تحت انقاض ((السور)) المضحك الذى اقترحه مؤتمركم ،والذى لن يكون سوى عتبة فى صرح فشلنا المستمر، وعندها سوف لن تحمل صحيفة انجازاتكم أيتها الوزيرة سوى كمية من ((الطوب)) هى بقايا ذلك ((السور)) المتهدم .
الراي العام
عبد الهادي عبد الباسط


تعليق واحد

  1. والله كلامك كله خارم بارم ، اولا انت صحفي ام خبير تربية وتعليم ، او منتسب لليونسكو ، الوزارة يا سيدي الفاضل ويفترض كذلك حين تخطط تخطط على ضؤ التجارب التي سبقتنا اليها الدول واتت بنتائج ايجابية ، بمعنى الخبرة قبل التنظير،
    ثانيا اختراحك بدمج المدارس وعمل انهار كيف توفر مباني يعني حتعجن الطلاب في بعض وكل اتنين تعملهم واحد ام المقعد هو نفس المقعد والعدد هو نفس العدد ويحتاج الى مباني داخل المدرسة الواحدة .. ويحتاج الى مساحات اكبر للمدرسة لتسع كميات الطلاب او العمل على نظام الدراسة ليل نهار وهذا مرهق للمعلمين والطلاب ..
    ويا عبد الهادي كيف اختذلت خبرة خبراء واستشاريين في رايك الصحفي البسيط هذا ونزلت تكيل من تقريع وتبخيس يا اتق الله وقول العايزه بدون التنقيص من قدرة الوزيرة او غيرها ..
    بالطبع السلم التعليمي السابق كان له محاسنه وله مساوؤه وبما انك من الجيل القديم فكان اعتقادك ان ذاك افضل كل الدول تخلت عن ذلك النظام وانما اعتمدت على التعليم المبكر وماقبل الدراسة الرسمية .. وهذا مهمل جدا في السودان وهو ما يسمى بالتمهيدي فمعظم الطلاب يدخولن السنة الاولى وهم ملمون بكل اصناف الكتابة والقرآة والتأقلم على الجو الدراسي ,,
    والله ما خرب السودان تعليم سياسة اقتصاد اجتماعيات الا كثرة تنظيركم وكلامكم الكتير وكل زول عامل فيها عارف التحت الغطاء ونفضل نلف وندور كدا الى يوم الدين ..
    بطلوا نقنقة وامشوا للشغل البلد كلها عاطلة ومتوقف انتاج مافي بس كثرة رغي

  2. يااخونا الاعلان تحت صورة الوزيرة تابع للصورة*** عشان اقدم