نور الدين مدني
الذي (مسَّخ) المسلسلات!!
* هذا المسلسل الذي ظل المشاهدون له يتزايدون كل يوم، حقق هذه الدرجة من المشاهدة الحية ليس لأن نور جميلة أو لأن مهند رشيق أو حنيِّن وانما لأنه تناول قضايا إنسانية وعاطفية موجودة في حياتنا وان كنا ننكرها في ظاهر الأمر.
* مسلسل نور لم يكن معنياً فقط بالعلاقة التي بين مهند ونور وانما تناول مختلف القضايا الإنسانية والاجتماعية في الأسر الممتدة التي بدأت تتناقص في مجتمعاتنا خاصة في المدن ولكنها موجودة وان كانت تعقيدات علاقاتها أقل إلا انها أيضاً موجودة.
* هناك قضايا كثيرة تناولها مسلسل نور نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر العلاقة العاطفية قبل الزواج وبعده وقدم نماذج للمعالجات التي تمت في أكثر من علاقة من بينها علاقة مهند بنهال بغض النظر عن رأينا في أسلوب المعالجة، يكفي ان مهند اعترف بابنه وحرص على ضمه لأسرته الجديدة برضاء زوجته نور كما عالجت نهال أمرها بالزواج.
* هناك قضايا أخرى عالجها مسلسل نور مثل حق الكبار في تجديد حياتهم العاطفية والأسرية، خاصة بعد فقدان الطرف الآخر، وكذلك عالج حالات المنحرفين والانتهازيين والأشرار الذين يلقون مصيرهم المحتوم مهما طال الزمن أو قصر وقدم نماذج لهؤلاء الأشرار والنهايات المأساوية لهم.
* نقول هذا ليس للدفاع عن مسلسل نور المثير للجدل والذي لاحظنا ولابد أن غيرنا قد لاحظ أيضاً، أن درجة المشاهدة للمسلسلات التلفزيونية التي كانت ترتفع في شهر رمضان المعظم انخفضت تماماً، ان لم نقل انعدمت.
* هذه الملاحظة الأولية قد تهزمها الأيام المقبلة لأننا مازلنا في بداية الشهر الفضيل الذي تتنافس فيه شركات الإنتاج الفني، كما يتنافس نجوم المسلسلات للفوز بنصيب الأسد من المشاهدين ولكن الظاهر حتى الآن- ان مسلسل نور (مسَّخ) المسلسلات.
* ورمضان كريم.
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1010 – 2008-09-06 [/ALIGN]