فدوى موسى

جزاء سنمار


[ALIGN=CENTER]جزاء سنمار [/ALIGN] سيدي الرئيس.. سبق أن قمنا بمناشدة فخامتكم بعد تفويض بعرض قضيتنا من زملائنا الـ150 كاتباً مالياً المفصولين من ديوان الضرائب ولاية سنار، وها نحن اليوم نجدد المناشدة مرة أخرى.. ونسعى إلى شرح أبعاد قضيتنا العادلة أمام قلبكم الكبير.. وصدركم الواسع وضميركم اليقظ.. وذلك لما اختصكم به الله كراعٍ أمين لهذه الأمة وحادٍ سالك أمام ركبها القاصد إلى أفياء الهدى والعدل والتسامح.. حفظكم الله سنداً باذخاً لهذا البلد من نائبات الدهر وعاديات الأيام.

سيدي الرئيس.. مشكلتنا تتلخص في أننا أمضينا سبع سنوات عزيزة من عمر شبابنا الباكر في خدمة ديوان الضرائب بولاية سنار ككتبة ماليين مؤقتين في تحصيل الضرائب الزراعية في القطاع المطري، إبتداءً من عام 1994 وحتى 2001م، قمنا بجمع وتحصيل عشرات المليارات من الجنيهات بجد ودأب وأمانة.. لم نتبرم ولم نشكُ يوماً واحداً من شراكتنا مع البهائم والسابلة في مصدر واحد لمياه الشرب هو الحفائر والجمامات.. ظللنا نعمل في صبر وجلد تحت ظل أوضاع معيشية وسكنية أقرب إلى أوضاع عمال الحصاد منها إلى أوضاع موظفين يتبعون لمؤسسة إيرادية ملء السمع والبصر.. لقد كنا أشبه بمجموعة فريدة من الجنود المجهولين المنتشرين في أصقاع ومفازات مشاريع الدالي والمزموم، وبين أحراش وأدغال مشاريع الدندر ورأس الفيل وود النيّل وغيرها، من أجل الولاية المعطاءة.. كانت طبيعة عملنا في تحصيل هذه الضرائب تتطلب عملاً ميدانياً مباشراً يجري على مدار أربع وعشرين ساعة، ولا يتقيد بنظام الدوام.. لم نكن نعرف إجازات الترويح عن النفس بعد شهور من العمل الشاق المتواصل.. ولم نطمع يوماً واحداً في التمتع بدفء (لمة) الأسرة والعائلة في أيام الأعياد كغيرنا من خلق الله.

سيدي الرئيس.. في مقابل كل هذه التضحيات من شباب يافع غض الإهاب هل تدري ماذا كان جزاؤنا.. لقد كان الجزاء تسريحاً مهنياً (ورفتاً) من العمل بعد سبع سنوات عجاف من البذل والعطاء.. وبلا أقل تعويض مادي يبقى عزاء نعود به إلى أسرنا التي صبرت على غربتنا كل هذه السنين في خلاء الولاية الشاسع.. وهو جزاء أشبه ما يكون بجزاء «سنمار» مع اختلاف طفيف في التطبيق.

سيدي الرئيس.. علمنا في الآونة الأخيرة من مكتب العمل دائرة الاختصاص، أننا وبحسب قانون العمل لسنة 1997م نستحق مكافأة مادية تساوي مرتب شهر أساسي عن كل سنة قضيناها في الخدمة.. ونستحق بديلاً نقدياً عن عدم تمتعنا بالإجازات.. فحملنا خطاباً بهذا الشأن من مكتب العمل إلى رئاسة الضرائب بالولاية وسط إحساس غامر بالرضا ملأ جوانحنا وفاض.. غير أن ديوان الضرائب لم يعبأ بمجرد الرد على خطاب مكتب العمل منذ ما يزيد على أكثر من سنة.. وقد حفيت أقدامنا من كثرة الهرولة بين الضرائب والعمل.. ومكتب العمل والشهادة لله.. يزخر بكفاءات قانونية على درجة عالية من المهنية.. لكنها للأسف الشديد محجمة عن أداء دورها بالشكل الذي ينصف البسطاء من المؤسسات التي شردتهم.. وأخيراً تم طرد اثنين من ممثلينا من أروقة رئاسة الضرائب بالولاية على طريقة (ما دايرين نشوفكم تاني.. وأعلى ما في خيلكم أركبوه)، أسقط في أيدينا وتملكنا يأس شديد ولم ندرِ ماذا نفعل.. بيد أننا كنا نؤمن بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب.. وكنا نؤمن أكثر بأننا نعيش اليوم تحت شمس ساطعة في دولة الرعاية والقانون.. وكنا نثق ثقة بلا حدود في أنه لو نما إلى علم فخامتكم ما لحقنا من ظلم وحيف.. نثق في أنكم لن تتوانوا لحظة في إحقاق الحق ورد المظالم إلى أهلها.. وبدافع من هذه الثقة الراسخة يتجدد لدينا الأمل والرجاء لنلتمس من فخامتكم دعماً عاجلاً باتجاه حل قضيتنا.. وسدد الله خطاكم إلى ما فيه خير البلاد والعباد. والسلام عليكم ورحمة الله

باسم الكتبة الماليين المؤقتين المفصولين من ديوان الضرائب- ولاية سنار

إنابة عنهم/ حامد عثمان

آخر الكلام: هذه المناشدة تجد حظها من النشر لما تحوي من ظلم وقع على هذه الفئة، فهل من إستجابة لرفعه.

سياج – آخر لحظة – 1/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com