تحقيقات وتقارير
الدكتور منصور خالد في (تجربة حياة)…من العبث الفصل بين السياسة الداخلية والخارجية
وحدد خالد عددا من المحاور لعمل الدبلوماسية تقوم علي تجنب ايذاء دول الجوار «يجب ان نحرص علي ان لانعمل شيئا يتأذي منه الجار حتي لا يفعل شيئا نتأذي منه» بجانب القضاء علي كل الاسباب التي تقود لافتعال الفجوة والسعي لتأطير العلاقات علي اسس وظيفية لان التعامل الوظيفي يقود للتكامل ونهي خالد عن تريد الشعارات لانها لن تؤدي الا لتمزيق الحبال الصوتية لمردديها، وطالب الدبلوماسيين بعدم مجاراة الساسة في تصريحاتهم وتجنب الغضب حتي وان غضب رئيس الدولة لان الدبلوماسي يعتبر خط الدفاع الاخير .
وحمل خالد الذي كان يتحدث وسط لفيف من الدبلوماسيين ضاقت بهم جنبات القاعة الحزبين الكبيرين «الاتحادي والامة» والنخبة السياسية مسؤولية الفشل في التوافق علي مصالح وطنية عليا وقال خالد ان ذلك عبرت عنه مواقف استجارة الحزبين بدولة الحكم الثنائي كلما احس طرف بأن الطرف الاخر يستعين بها ، اضافة الي تسيد السياسة المصرية علي الساحة السياسية عبر مواقف جمال عبد الناصر الذي استطاع ان يفرض سيادته مما جعل السياسة الخارجية السودانية متجاوبة مع السياسة المصرية و غير متعارضة معها حتي لو كانت ضدها، هذا بجانب انتشار التيارات القومية والشيوعية التي لعبت دورا كبيرا في تكييف السياسة الوطنية واشاعة روح القومية علي الوطنية واعتبر ان كل تلك العوامل ساعدت في الحيلولة دون ان يكون هناك وفاق وطني علي السياسة الخارجية، وقال خالد ان السياسة الخارجية السودانية افتقدت اهم مايجب ان يتوفر فيها وهو التماسك المنطقي بسبب الاهداف غير المحددة وفقدان الانتباه والسياسة المرتبكة وعزا فشل الساسة في الاتفاق علي مصالح عليا ليس لضعف صناع السياسة وانما من منطلقات تفسيرهم لتلك المصالح، ولفت الي ان اغلب دول العالم تختلف احزابها اختلافات حادة في السياسة الداخلية مع عدم المساس قط بمصالح الوطن العليا .
وقال خالد ان من العبث الفصل بين السياسة الداخلية والخارجية لانهما وجهان لعملة واحدة لافتا الي ان السياسة الخارجية للدول تقوم علي انفاذ مبدأ السيادة علي الفضاء الجغرافي واكد ان ممارسة السيادة في الداخل تعني اعمال السلطة علي رقعة داخلية وفي نفس الوقت تأكيد الاستقلال عن الخارج الا انه لفت الي ان بسط السلطة في الداخل لا يعني فرض السلطة فقط بقدر ما يعني الارتقاء بأهل البلد واحترام حريتهم وكفالة دينهم واضاف لايجب ان يخرج الاستقلال عن سياقه بمعني ان الاستقلال لايعني الانعزال وقال ان الدول التي انعزلت دفعت ثمن انعزالها باهظا، وقال ان الاستقلال من الخارج يعني التفاهم ويحمل علي النظر للمصالح الوطنية العليا التي تشمل امن الوطن واستقراره وتحقيق الاحتياجات الضرورية لمواطنيه والحفاظ علي تنوعه وخصائصه الثقافية واحلال البلد موقع متميز في «الهيبة الكونية»وقال خالد لابد للدول ان تدرك بوعي بأن للوطن مصالح وطنية عليا لاتقبل المساومة كما عليها ان تدرك ايضا ان للدول الاخري مصالح عليا تظن انها لاتقبل المساومة عليها ايضا مشيرا الي ايجاد منطقة وسطي تتلاقي فيها المصالح
وارسي خالد عددا من المحاور لعمل الدبلوماسية تقوم علي تجنب ايذاء دول الجوار قال»يجب ان نحرص علي ان لانعمل شيئا يتأذي منه الجار حتي لا يفعل شيئا نتأذي منه» بجانب القضاء علي كل الاسباب التي تقود لافتعال الفجوة والسعي لتأطير العلاقات علي اسس وظيفية لان التعامل الوظيفي يقود للتكامل ونهي خالد عن تريد الشعارات لانها لن تؤدي الا لتمزيق الحبال الصوتية لمردديها، وطالب الدبلوماسيين بعدم مجاراة الساسة في تصريحاتهم وتجنب الغضب حتي وان غصب رئيس الدولة لان الدبلوماسي يعتبر خط الدفاع الاخير، واضاف ان الدبلوماسية الية لتنفيذ السياسات وهي تعين علي تنفيذ القرارت وفق قواعد الدولة القومية واتفاقية ڤينا التي تعتبر ان من واجب الدبلوماسي حسب نص المادة 3 تمثيل الدولة الموفدة في الدولة المضيفة ورعاية مصالح مواطنيها حسب ما يسمح به القانون الدولي وتطوير العلاقات والجوانب السياسية والاقتصادية والتعرف علي خصائص الدولة المضيفة واشار الي ان الاخيرة تعني الكثير للدبلوماسي فهي تساعده علي ان يكسب نفسه قدرة للفهم الصحيح يمكنه من فهم المجتمع واكتشاف المنافذ للوصول الي للقوي المؤثرة في ذلك المجتمع، وقال ان هذا لايتم بالتعلم فقط وانما تعلم التقاط المعلومات ونبه الي ان عدم الالتقاط السليم يرسل رسائل خاطئة تقود الي قرارات خاطئة وتابع القرارات الخاطئة عادة ما تكون مدمرة.
واثني خالد علي الدبلوماسية السودانية وقال انها عرفت منذ نشأتها منذ نصف قرن بالتميز، وقال ان الولوج اليها كان من باب التأهيل والكفاءة والمنافسة الحرة ومعايير الاختيار المعروفة واشار الي ان المتقدم للالتحاق بالخارجية كان يخضع للتحليل النفسي الذي كان يشرف عليه اطباء مثل التجاني الماحي وطه بعشر الذي لم يكن وجودهم بمستغرب ضمن لجنة الاختيار مشيرا الي ان كل تلك الجهود كانت حرصا علي توفير كل عوامل النجاح للدبلوماسية .
ودلف خالد الي تقييم التجربة الدبلوماسية خلال عهد الجنرال ابراهيم عبود وقال «اريد ان افجعكم « فمن المفارقات ان يكون اول نظام نجح في تلك الفترة في تحديد اهداف للسياسة الخارجية هو نظام عبود وتحققت بذلك عدة انجازات حسبت للدبلوماسية السودانية وراي ان النجاح كان من بنات افكار وزير الخارجية وقتها احمد خير وقال ان من بين التناقضات الاخري التي جمع بينها نظام عبود نجاحه في خلق ارضية للتعامل المثمر مع الصين كما كان اول نظام يعترف بدولة الصين الشعبية، كما افلح في بناء قاعدة متينة مع الولايات المتحدة ساهمت في تطوير البني التحتية والزراعة بجانب بناء اول قاعدة للصناعات التحويلية في السودان بعون سوفيتي تم التوقيع عليه عند زيارة رئيس الاتحاد السوفيتي للسودان ،الا ان خالد اعتبر ان احدي خطايا النظام التي تحسب علي عبود الاثار الاجتماعية التي لم يحسب حسابها عند تهجير اهالي حلفا والاثار الاقتصادية المدمرة والطمر الابدي والقضاء علي الاثر النوبي.
وعن تجربته الشخصية قال خالد ان التجارب التي مر بها في الولايات المتحدة الامريكية خلال السبعينيات جعلته يمعن التفكير في المواريث التي «هدت كاهلنا» «والسخف الذي نمارسه» وشرح خالد ذلك بقوله عندما خرجت من السودان كنت مثل كثيرين نتاج تربية استعلائية «اني خيار من خيار « من «امة خيارها العرب» ومن ينتمون لغيرها طائفة ادني الا ان تجارب مررت بها جلعتني امعن التفكير في المواريث التي هدت كاهلنا ، وحكي خالد قصتين وصف احداهما بالطريفة والاخري بالحزينة قال « كنت مع صديقي السفير صلاح احمد محمد صالح سفير السودان في الامم المتحدة وفي عطلته قرر التجول في الشارع الخامس فغشي محلا صاحبه يهودي فسأله البائع صلاح من اين انت؟ فرد صلاح من السودان فقال صاحب المحل مسكين انت من الذين يذبحهم العرب . وهو لايدري بأن هذا المسكين كان الناطق باسم العرب في الامم المتحدة» القصة الثانية للدكتور ابراهيم انيس الذي كان سفيرا للسودان في واشنطن في وقت كان التمييز العرقي علي اشده في الولايات المتحدة بما فيها واشنطن العاصمة، وكان مدعوا لحفل اقامته الخارجية الامريكية وما ان وصل مدخل الفندق حتي منعه الحارس من الدخول وقال له ان الدخول من الباب الخلفي «باب الخدم» ولم يفلح حسب خالد في اقناع الحارس بأنه سفير دولة السودان ولا بأنه مدعو و»مع انه رجل بمعايير السودانيين ابيض اللون» الا ان الحارس لم يقتنع مما جعل انيس يترك الفندق ويذهب صباحا للاحتجاج فما كان من الرئيس الامريكي الا ان ارسل له دعوة لزيارته في البيت الابيض ليقدم له الاعتذار شفهيا .
اما عن الدبلوماسية في عهد نميري فقد اشار خالد الي انها كانت تهدف الي استقرار الوطن وانهاء الحرب في جنوب السودان وخلق وضع دستوري وتوفير الدعم للتنمية و قال كان للسفراء دور كبير في هذا المجال علي رأسهم عثمان عبدالله، محمد الامين ، مصطفي مدني، فضل عبيد، سيد احمد الحردلو كما ساهمت ايضا في تأطير العلاقات خاصة مع دول الجوار علي اسس وظيفية، لان التعامل الوظيفي حسب خالد يقود الي التكامل واضاف ان الدبلوماسية ساهمت في تحويل الشعارات الي واقع ملموس من خلال عدة تجارب «تسخير الدبلوماسية للتنمية» كالتكامل مع مصر والتكامل العربي الافريقي وبرنامج استغلال ثروات البحر الاحمر وبرنامج الامن الغذائي العربي الذي ما كان له ان ينهض لولا الرئيس صدام حسين وتابع خالد بان اهم نتائج ذلك المشروع تحديد مشروعات الامن الغذائي في السودان الذي كان ثمرته المنظمة العربية للتنمية الزراعية، وكشف خالد عن الدور الكبير الذي كانت تلعبه «ادارة الرصد والتنبؤ «التي تعتبر وسيلة ممنهجة للدبلوماسي وقال خالد انها قدمت عددا من الدراسات المهمة اولها الدراسة التي قام بها السفير جمال محمد احمد عن اثيوبيا بعد الامبراطورهيلا سلاسي وكان وقتها حيا ثم دارسة اخري للسفير صلاح احمدهاشم عن مصير الخليج في منتصف السبعينيات، ودارسة ثانية لجمال عن العلاقات المصرية الاسرائيلية حربا ام سلاما في وقت كان الحديث فيه عن السلام مع اسرائيل يعد كفرا في عاصمة اللاءات الثلاثة .
واختتم خالد حديثه بأن الدبلوماسية اضحت آلية لها مدخلات ومخرجات مثل الحاسوب فنجاج المخرجات يتوقف علي صحة المدخلات وقال ان الدبلوماسية لم تعد عملا مراسميا فقط بل واحدة من الادوات التي توفرها الدولة للاسهام في التنمية ورهن نجاح الدبلوماسية ب رأس المال البشري و العمل الدائم لاكتساب قدرات جديدة في اللغات والتبحر في مجالات لم تكن تستوعبها الخارجية، وقال ان تنوع المناشط الدبلوماسية قاد الي فرع معرفي بحيث لم يعد من الممكن ارتياد هذا المجال الا بالتزود من هذه العلوم والمعارف بالتبحر في العلوم والمعارف واعرب عن امله في ان يتم الاتجاه لاتقان السواحلية والهوسا بجانب الانجليزية والفرنسية والاسبانية والصينية،
وطالب خالد الدبلوماسيين بتوخي الصدق و»ان لانتشاطر علي العالم» لان هذا يقود الي نتائج غير سليمة وعدم مجاراة الساسة في تصريحاتهم مضيفا « السياسيون يمنون النفس بآمال عريضة وماهم بطائلين تلك الامال « وتجنب الغضب و غضب الدولة التي يمثلها لان الدبلوماسي يمثل خط الدفاع الاخير.
[/JUSTIFY]
الصحافة – سارة تاج السر
[SIZE=4][COLOR=#FF0017]أوليس من العبث كذلك فصل الدين عن الدولة كما تريدون![/COLOR][/SIZE]
[frame=”6 80″]
[JUSTIFY][B][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]كلام زي الدهب ويا حليل أيام (المعونة الأمريكية). لكن، وعطفا على إشارته (….. استجارة الحزبين بدولة الحكم الثنائي ….) ألم يستجر هو أيضا بتلك الدولة؟. أوليس وهو وزيرا للخارجة ظل حينا من الزمن يدير الوزارة من خارج السودان الذي كان يصله في زيارات متقطعة حيث كنا نسمع في نشرة تلاته ما معناه (وصل إلى البلاد في زيارة خاطفة الدكتور منصور خالد وزير الخارجية ….الخ)؟ ثم مع إشارته لقصتي السفيرين السيد/ صلاح ود. أنيس – لماذا لم يرو قصة رفض ترشيحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة! عموما هو خبرة لا ينكرها أحد، لكني لا أرى إنه قدم للسودان ما يستحق أن يُشكر عليه.[/FONT][/SIZE][/B][/JUSTIFY][/frame]