فدوى موسى

أدوني دلوكة


[ALIGN=CENTER]أدوني دلوكة [/ALIGN] حالة من التوتر العام تلقي بظلالها على كل أبناء البلد.. لا خوف من شيء إلا من فرط التحسس الذي قد يتحول أحياناً إلى حالة احتقان يُخشى منها.. البشير طمأن أبناء الجنوب بالشمال حال أي خيار كان.. واعتقد أن سلفاكير سيقوم بنفس الأمر، هذا شأن السياسة عندما تحتدم الأمور، فهل حال الأمر على الأرض والواقع مماثل.. اعتقد أنه من الحكمة الآن الإصغاء إلى أصوات التعقل الهادئة، وكما قلت من قبل يجب الجلوس إلى مجلس العقلاء والحكماء للخروج بخيار هاديء «وأكاد أقول انفصال هاديء» لما لسمته من دعم قوي لهذا الخيار على مستوى النخب الداخلية التي تستطيع أن تفرض خياراتها، والدعم العالمي المتمثل في المدد والحوافز من خلف الدول والبحار والمحيطات… فهل هدأ بال الانفصاليين والوحدويين وافسحوا المجال أمام حرية ونزاهة الاستفتاء.. الذي إن قام في جو مشحون لا يمكننا أن نجزم قطعاً بأنه خيار كل الأغلبية.. بالتأكيد هناك رؤى لتكوين الدولتين الجديدتين، فربما اقتنع البعض بجدوى الخيار المطروق لدى أجندات الحركة، باعتبار أن ذلك يمثل عندهم أفضلية لما هو قائم.. رغم أن الكل يعرف أن الجنوبيين يحكمون بواسطة الجنوبيين منذ تكوين حكومة الجنوب، ويمتازون بحوافز في الحكم الشمال، ولكن يبدو أن كل ذلك لم يصل لحد استقطاب نخبهم إلى خيار الوحدة.

عموماً لا نستطيع أن نقول إننا كمواطنين هادئو البال، أو لا يعنينا الأمر في شيء، بالتأكيد أن ساستنا يدركون أهمية الأمر القادم الذي إن سار على وتيرة الانفصال غيّر في المساحة والموارد والجغرافيا والاقتصاد والمناهج والتركيبة السكانية، ولا يحق عندها أن نغني من (حلفا لنمولي من نمولي لحلفا..)، بل ربما نغني من حلفا للجبلين أو ربما من حلفا لـ.. «ما علينا.. ما علينا»، وهذه نتغنى بها فرحاً أو هروباً عندما يشتد الزحام.

* آخر الكلام

عندما تعتريني حالة ضبابية خاصة، أمني نفسي بشراء «دلوكة».. لعلي أجد شيئاً من الجرأة لأغني للوطن الجديد الذي ربما كان أفضل أو غير ذلك.. «يا السودان الجديد النقصوك أولادك.. ما راعوا العهود وحدود أجدادك.. بدلوا الوسيع وقطّعوا أوصالك».. أو ربما غنيت «يا بلدي الجديد وسعيد».

سياج – آخر لحظة – 7/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com