تحقيقات وتقارير

الشمال والجنوب … (داير قربك لكن محتار)


[JUSTIFY] العلاقة بين الشمال والجنوب تحتاج الى افعال اكثر من اقوال ، وهذا ما فشل سياسيو الجنوب فى تأكيده حتى الآن، السيد باقان اموم رئيس الوفد المفاوض فى حكومة الجنوب والامين العام للحركة الشعبية امطر منابر الخرطوم بوابل من التصريحات السعيدة والمتفائلة حتى انتاب الشك دوائر المراقبين من مغزى هذا الخطاب التطميني الناعم الغريب على خطاب باقان اموم، الرجل اختزل الازمات المترامية على مائدة التفاوض الآن بقوله انها (سوء تفاهم) اثناء حديثه فى احتفال اقامه رجل الاعمال المعروف السيد جمال الوالي على شرف وفد حكومة الجنوب ، للاسف لم يدرك السياسيون بعد ،ان العلاقة بين دولتي الشمال والجنوب قدر لا فكاك منه ، وان تقسيم الوطن الواحد اجراء ضد قوانين الطبيعة، فالأجندة الملغومة التى تملأ طاولة التفاوض تؤكد يوما بعد يوم، ان الانفصال لم يكن الخيار الامثل لمعالجة الازمات التاريخية بين الشمال والجنوب ، وان ما جره وسيجره من جحيم على شعبي البلدين اسوأ بكثير من مشكلات السودان عندما كان موحدا….
اضطر الوطن الى سداد فاتورة باهظة الثمن بفعل ترتيبات الانفصال وبدت الاوضاع اكثر سوءا من ذي قبل. السودانيون لم يحسنوا التعايش ولم يتقنوا هندسة الانفصال وفى الحالتين (الشعب ضايع) هنا وهناك ..
زيارة وفد حكومة الجنوب الى الخرطوم خلال الايام الماضية،وبهذا الحجم وضعت رسائل مهمة فى بريد الازمة المتطاولة ، ظاهرها ايجابي ولكنها تنتظر كثيرا من الافعال حتى تقنع الشعب السوداني بوجود نوايا مخلصة تسعى الى تحرير العلاقة بين البلدين من ارث الغبائن المتطاولة..
فى حفل جمال الوالي ، الفنان عبد الكريم الكابلى استطاع ان يلخص طبيعة الازمة السياسية بين البلدين، وما ان رأى ان وفدي دولتي الشمال والجنوب متراصون على مائدة قفشات وابتسامات وذكريات وثيرة، حتى فاجأ الحفل بخطاب سياسي اقترح ان يتبناه الطرفان وهو يردد على الاسماع رائعته الخالدة (داير قربك لكن محتار)..
[/JUSTIFY]

الراي العام – محمد عبد القادر