نور الدين مدني
الحزب ليس ديناً
* قال ان البعض يثير ضجة فيها نكهة المرتد عن الدين عند الحزب الذي خرج منه، ونكهة المؤمن الداخل إلى الدين عند الحزب الذي انتقل إليه، وختم حديث المدينة قائلاً: المشكلة ان يصبح الخروج من الحزب خروج من الدين السياسي.
* لذلك ظللنا نقول ومازلنا ان الدين لا يمكن تلخيصه في حزب سياسي يعتبر نفسه حزب الله وكل من سواه ليسوا من حزب الله رغم انه معروف بداهة أن الله جل جلالة وتعالى سبحانه أكبر من كل الأحزاب البشرية التي تخطئ وتصيب فينسب الناس اخطاءها إلى الدين والدين منها بُراء.
* لذلك أيضاً قلنا ان الإسلام ليس دين حزب أو طائفة أو شيخ دون غيره من شيوخ المسلمين، كان الاسلام قبل ان يعلن المشير النميري قوانين سبتمبر واستمر بعده وهو فوق الأفراد مهما علت مكانتهم، مولانا الميرغني، الامام الصادق المهدي، الشيخ الدكتور حسن الترابي والشيخ علي عثمان، الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد، الشيخ الهدية أو .. الخ من المشائخ الذين نحترمهم جميعاً ونقدر سهمهم واسهامهم.
* لا يعني هذا اننا من دعاة فصل الدين عن الدولة مع احترامنا وتقديرنا لهؤلاء الدعاة الذين يرون في ذلك السبيل الأقوم لتأمين الديمقراطية وعدم استغلال العاطفة الدينية في كسب الانتماء والولاء السياسي، ولكننا نقول ان السياسة لا تخلو من ألاعيب قذرة مهما حاولنا جعلها أخلاقية، ولعل فيما حدث من مفاصلة سياسية في حزب المؤتمر الوطني ما يؤكد صحة ما قلناه في هذا الصدد.
* ان ما يهمنا الآن وبلادنا تواجه تحديات مصيرية ألا نضيع الوقت في جدل لا طائل من ورائه وصراعات شخصية تتلبس لباس الدين من أجل التمكين من جهة، أو الكسب السياسي من الجهة الأخرى، والمطلوب من كل حزب سياسي ان يقدم برنامجه وخطته لمعالجة المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية، وان يسهم في هذه المرحلة في حلحلة المشاكل القائمة خاصة في دارفور وفي دفع العملية السلمية واستكمالها وبناء الديمقراطية واستحقاقاتها من قوانين ومفوضيات متفق عليها، وبسط العدل الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز وحدة الوطن أرضاً وشعباً.
* ورمضان كريم.
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1011 – 2008-09-07 [/ALIGN]