فدوى موسى

الجرادة


[ALIGN=CENTER]الجرادة [/ALIGN] مهما تغنى البعض لهذه الآفة تجدني أتوجس منها.. في ذلك اليوم وجدتني مهلوعة عندما وجدت حشرة واحدة من نوع الجراد في المنزل، وأحسست بقرف من أولئك الذين يقال إنهم يأكلونها بعد أن يفصلوا رأسها والأجنحة والأرجل ويجففونها.. وآخرون يبشرونها على اللبن.. وودت أن يكثر أعداء الجراد الطبيعيين مثل الطيور والفئران والثعابين.. الغريبة أن الجراد غني بالبروتين الذي يمثل 62% والدهن 17% وعناصر عضوية ومعادن.. وتمر دورة حياة الجراد حتى بلوغها مرحلة الأكل بثلاث مراحل هي البيضة.. الحورية والحشرة الكاملة وهي إذن دورة حياة وجبة الجراد التي تمتد من شهرين إلى خمس.. ويلتهم الجراد في الكيلومتر واحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة الجرادة تأكل 1.5 – 3 جرام و تتغذى على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النباتات.. المهم أن هذه الحشرة تخيفني.. وأعجب لأغنية (ملاح جرادي).. وأجمل مافي تصريح السيد وزير المالية أنه لم يقل (ملِّحوا الكسرة بعد الانفصال بملاح جرادي..).. نعود إلى تلك الجرادة التي صادفتني في المنزل وأعلنت عليها (حرب المقاشيش حتى أوسدتها سلة المهملات) وتأكدت أنها وصلت إلى عربة النفايات.. ويالها من جرادة مزعجة جداً.. لا حاجة لي في بروتيناتها أو دهونها ولو للمسوح في حالات انعدام الدهن الإستراتيجي..

ü مرة أخرى!

ظواهر جديدة هي سمة هذه الأيام.. استوقفني خبر حقن الطفلة بمصل مجهول من مجهول، وهي تنتظر ترحيل المدرسة صباحاً مما أدخلني في هلعة أخرى ماذا جرى؟ حتى نصبح لا نأمن حتى مجرد انتظار أبنائنا لتراحيلهم أمام المنازل.. فمثل هذه الحوادث تمثل ظواهر سالبة في جبين مجتمعنا، وتدلل على إمكانية انزلاق الحوادث إلى كل تفاصيل حياتنا اليومية.. فبعد أن أكثرنا الحديث عن ظهور جرائم وافدة وجرائم غريبة على المجتمع مرة أخرى ندق الناقوس.. ونخشى أن تأتي المرة من بعد المرة فيصبح الأمر مألوفاً..

ü احتياجات..

يجتاج الناس خوف عام على ما هو خافٍ أو ما هو آتٍ.. الناس دائماً ما يخافون مما هو مجهول. لأن المجهول ينطوي على ما هو مرغوب وغير مرغوب.. على المفرح والمحزن.. حتى وإن انكر البعض عدم تخوفهم من الآتي بحكم أنهم يؤمنون بالأقدار خيرها وشرها.. وإن تجلد البعض بالبرود أو التفاؤل لكنهم يخافون.. وإلا لما خُفي على الانسان ميعاد مفادرته لهذه الدنيا الفانية.. بالتأكيد ساعة الرحيل والموت هي أكثر اللحظات التي يخشاها الإنسان، وكما يخشى البعض الخداع والخيانة والمؤامرة.. حتى ان العالم اليوم يؤمن بنظرية المؤامرة كمبدأ لدنيا السياسة.. فإن نجح البعض يظنون أن هناك من يترصد بنجاحهم هذا ويسمونهم «أعداء النجاح».. أو «الفاشلون» أو «المتربصون» ويضيف اليهم الكثيرون وصف «المرجفون في المدينة».. إذن هناك حالة اجتياح خوفي تغمر جوانب كثيرة من حياتنا.. فقط علينا بهذا الإيمان العميق .

آخرالكلام:-جرادة واحدة كفيلة بإثارة مخاوف هذا الإنسان الذي يلتهمها مجففة.. ومرة من بعد مرة نعيد إنتاج الظواهر وإن اجتاحنا الخوف مما هو آتٍ… ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 21/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com