فدوى موسى

أحلام مستيقظة


[ALIGN=CENTER]أحلام مستيقظة [/ALIGN] بالتأكيد نعاني هذه الأيام من ( تخمة تصريحية وزهجة من كثرة الكلام والنقة في أمر الانفصال والوحدة لأننا نبيت و«ننضم» في الأمر ونصحو على ذات الأمر).. دعوه فإن ركائبه ستصل للحد المرسوم له.. والأنفع أن نعد العدة العملية لنكون أكثر واقعاً مع تفاصيل أيام ما بعد الاستفتاء التي تتدانى قرباً يوماً بعد يوم، ويبدو أننا سنتهيب شهر يناير كلما اقترب.. ولكن على كل حال سيأتي ويعدي كما عدت من قبله شهور وأيام حافلة بالأحداث وإن لم تكن وحدة أو انفصال.. أو عواسة كسرة وزير المالية… دعونا اليوم «نفش غبائن الحال الضبابي المائل الذي قادتنا إليه أقدار سياستنا السودانية» تعالوا نحلم بوطن حدادي مدادي ليس بحساب المساحات والجغرافية التي قد «تبقص الحسبة..» وطن رائع.. هادئ الملامح لا صخب ولا أصوات مزعجة مثل أصوات أحذية العسكر الدولي أو «بوتاتهم» التي ستتحرك «فردة» كلما أغمدنا أعيننا.. خلدنا إلى الثبات العميق ومارسنا التقلب على جنبات غير المزعج من الأحلام… لنفرح بوطن وردي الألوان نرجسي الإحساس لنبعد عنا «فوبيا تحكُّم الآخرين في منابع المياء ودفقات النفط» بعد أن سعدنا كثير بأن تفجرت أرضه بالسائل الأسود الاقتصادي.. فلنحلم بالرخاء والوفرة في كل عنصر إستراتيجي فيه.. ونحلم ونحلم، ولكن فليكن حلماً في إطار اليقظة والحقيقة… أرأيتم حتى الحلم أصبح عصياً صعباً!!

خير اللهم اجعله خير!

والنعاس يغالب (عبدو) بعد أن أدى واجب الدولة.. وواجب الدولة عنده أنه يستيقظ صباحاً ويؤدي طقوسه ويخرج للعمل في روتينية فاترة.. يوقع على دفتر الحضور ويمارس تأكيده فيزيائياً.. ويدلف للمكتب البالي ويمارس «الهوادة» مع الملفات المهترئة ويقوم في «همة» إلى صحن «البوش» والذي يجره بعد بدء سلسلة هضمه إلى تلك الحالة الناعسة فيرى كما يرى النائم.. أنه ترقى وأصبح المسؤول بتلك المؤسسة.. فينظر إلى الفخامة التي تبدل إليها حاله.. بل يعبث الفول برأسه فيرى فيما يرى النائم أن المدير أصبح موظفاً عنده.. ويصادف ذلك الإحساس دخول المذكور ليصيح فيه «بالله جيب لي ملف حسابات المؤسسة».. ولا يفيق إلا على انتهارة من المدير «عبدو.. اقيف حيلك.. ايقفن ركبيك».

آخر الكلام:

«فيهمهم عبدو» خير اللهم اجعله خير ما أدينا واجب الدولة سعادتك».

سياج – آخر لحظة – 22/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com