فدوى موسى

الإسعاف السياحي!


[ALIGN=CENTER]الإسعاف السياحي! [/ALIGN] هذا هو الإيصال بترويسته.. وزارة الصحة الاتحادية- ولاية الخرطوم- إدارة الإسعاف المركزي- إيصال مبدئي- وصل من المريض.. رسوم تحرك.. رسوم كيلومتر- رسوم انتظار- رسوم سفريات- الجملة كتابة.. والإيصال مذيل بعبارة (لاستلام إيصال (15)، الرجاء الحضور لمباني الإسعاف في الفترة من (8) صباحاً الى الساعة 12 ظهراً).

هذه هي عناوين الإيصال المذكور.. إن دعتك الظروف للإستعانة بهذا الإسعاف المذكور، ستفاجأ بأن الأمر في جملته عبارة عن استثمار.. الأخ (عمار محجوب) كان شاهداً على عملية الإستعانة بهذا الإسعاف حينما احتاجوا لخدمته التي بدأت بعد حدوث حادث لبعض معارفه، وعند وصولهم الى المستشفى ظل الإسعاف في انتظارهم (كل ساعة مقابل عشرة جنيهات سودانية)، وبدأ الأمر لهم كأنه أفضل لو أنهم استأجروا لهم عربة ليموزين جميلة، فحتى الإسعافات الأولية لم تكن منشطة داخل هذا الإسعاف.. وعندما أراني الإيصال تعجبت، حيث كنت أظن أن هذه الخدمة الإسعافية تقابلها رسوم رمزية جداً.. فهل أعادت وزارة الصحة النظر في أمر تشغيل الإسعاف ليكون برسم رمزي يمكن الضحايا الذين يتعرضون للحوادث التي تأتي دون مقدمات من سداد رسومه.. نريد أن يتدخل أهل الاختصاص رأفة بمن لا يملكون خزائن لمجابهة الرسوم المفتوحة.. وأن يفسروا لنا العبارة التي تذيل الإيصال للحصول على أورنيك (15).. الذي تورد به المبالغ للمالية المحددة.. فهل عالج السيد وكيل الصحة أمر هذا الإسعاف بحنكته المتوازنة.

* حق الحكومة!

زمان.. ليس زمان فقط.. حتى الآن يدعو البعض لتحليل المال العام بعبارة.. (حق الحكومة)، كأنما الأمر عندما يكون ملكاً للحكومة، دليل على إباحته وعدم التورع في أكله، ودليل على ذلك ما خرج به كشف المراجع العام رغم امتناع خمسين وحدة حكومية عن تقديم حساباتها لجماعة الكشف حتى الآن، حيث بلغ حجم الاعتداء على المال العام (6.19) مليون جنيه.. مدللاً على وجود مخالفات مالية بهيئة المخزون الاستراتيجي، وعجز بالمخزون بلغ (7.1) مليون جنيه.. وأبان الكشف أن مخصصات الدستوريين لا تتسق مع القوانين، مع استهجان الاعفاءات الجمركية التي قدمتها حكومة الجنوب لبعض المنظمات والوحدات الحكومية دون الحصول على إذن وزارة المالية.. فهل صدق كلام العامة (المال مال الحكومة).. لا حول ولا قوة إلا بالله.. والخوف أن يقوم الآخرون بتطبيق عبارة (دار أبوك إن خربت شيل ليك منها شلية).

* شاعر الشعب!

الأستاذ مؤمن الغالي وهو يهاتف طرفاً آخر في جواله، بدا متأثراً ومعجباً بمحدثه بدرجة الشرف والأدب في انتقاء كلماته.. وهامزنا بفرحة غامرة أنه يحادث الشاعر الفذ (محجوب شريف).. فهنيئاً له بمحدثه الذي ناغم خواطر كل سوداني.. (والشعب حبيبي وشرياني.. أداني بطاقة شخصية..). وطار السؤال الى رأسي أين شعر محجوب شريف من الحالة السودانية الآنية.. من الوحدة والانفصال.. من المآلات القادمة.. هل خرج علينا ببرد الكلمات السهلة الممتنعة.. (أم تخندقت كلماته بعيداً عن شعبه الأكثر انتظاراً لمفردة وجدانية عميقة جداً.. فهل فعلها محجوب وهاتف كل الشعب السوداني.. يا أستاذ مؤمن (وي هوب سو).

* آخر الكلام:

ما بين الإسعاف للمحتاج.. وحق البلد الذي أسموه حق الحكومة.. لابد من إرهاف حس لمفردة معتقة تستنهض الهمم وتشحذ الشعب لاستزادة في حب الوطن بعد حبه كأساسي.. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 25/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com