فدوى موسى

انت ما بتنفع!


[ALIGN=CENTER]انت ما بتنفع! [/ALIGN] حالة نفاق عامة يمارسها الكل.. بدءاً من الصفوة السياسية حتى القاعدة التي يرتكزون عليها ولا أحد يأبه لأنه ينافق الآخر والأغنية التي يتغنى بها الشباب هذه الأيام «انت ما زولي» والتي مطلعها:

معاي تضحك

بوراي تقطع

انت ما زولي

انت ما بتنفع

هذه الأغنية تماثل الهمز واللت والعجن الذي يمارسه البعض في ظل ضبابية الحالة السودانية حيث تتلاقى النخب الشمالية والجنوبية و«تضحك» ثم من بعد تفرقها «تقطع».. والطبيعي ان يتغنى كل واحد منهما للآخر «انت ما زولي.. انت ما بتنفع».. عرفنا الآن من أين يستقي الغناء السوداني المعاصر مفرداته.. من الحالة البائسة المتردية التي تعيشها القدوة.. التي يفترض أنها المهيأة لأوضاع مستقرة.

أزمة مواصلات!

كنت دائماً في غدوي ورواحي وعندما ترتفع بي المركبة العامة فوق «كوبري الحرية» اتلفت يمنة ويسرة أرمق وأمعن أحياناً النظر للاعداد الهائلة من الحافلات التي تغطي «فرقة» المواصلات في هذه العاصمة الحضارية.. ورغم وصول «بصات الولاية» ودخولها في برنامج العمل إلا أن «الفرقة كبيرة جداً» وتغطيها هذه الحافلات المملوكة للقطاع الخاص.. وليس قدحاً في حق شركة مواصلات العاصمة الا ان ادارة قطاع النقل لا يمكن ان تتبرأ من تعسر الحقل اذا ما خرجت هذه الحافلات من نظام المواصلات العامة ولعلمي الدقيق بأن السيد والي الولاية يحمل هم القطاع الا ان استمرار القطاع الخاص في عمله داخل منظومة المواصلات أمر لابد منه خلال اي فترة زمنية رأت الولاية انها قادرة على تسيير دفة الأمر لوحدها.. يمكن للولاية ان تستجلب وسائل المواصلات ذات السعات الكبيرة وتملكها لأصحاب المركبات الذين تود سحب البساط من تحتهم بالأقساط المعقولة وتغير من الشكل العام للخدمة المطلوبة وتكتفي الولاية باحتكار الصيانة والخدمات الأخرى المتعلقة… ففي يوم الاثنين الماضي «ولا أدري لما ارتبط الاثنين بالمعاناة» دخل أصحاب الحافلات في اضراب جزئي غير معلن احتجاجاً على تطبيق جزاءات المخالفات المرورية «وان لم تقم كل الحافلات بالاضراب الذي جاء بشكل عفوي» وحدث شلل واضح أحس به المستخدمون لهذه المركبات.. وهذا الاحتجاج الضمني يحمل في طياته عدم الارتياح والرفض لجملة المعاناة التي تواجه أصحاب الحافلات وان كانت الأهداف العامة للاجراءات واللوائح المرورية تهدف لردع المخالفين وربما كان بعضها لحماية الأرواح.. وفي كل هذا الزخم نجد ان هناك تزمر من أصحاب الحافلات تجاه نقابتهم التي يحسون انها بعيدة عنهم… وحتى أشعار آخر يظل أمر المواصلات داخل ولاية الخرطوم هماً عاماً يحمله «الحاكم العام للولاية (والي الولاية) والمواطن البسيط الذي يكتوي بنيران كونه «راكب في المركبة أو مالك لهذه المركبة العاملة في النقل العام»… فهل وزن (د. الخضر) المعادلة المواصلاتية بحنكة يحفظ فيها حق المواطن وحق الولاية.

ü آخر الكلام:يمكن ان تحل المشاكل لو جلس الكل بلا حواجز وتداولوا الأمور بشيء من الوضوح حتى يكون الكل نافع وزول المواطن.

سياج – آخر لحظة – 28/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com