فدوى موسى

الكشة والإلزامية


[ALIGN=CENTER]الكشة والإلزامية [/ALIGN] التأكيدات التي نفت بها القوات المسلحة الأحاديث التي بدأت تسري في أوصال المجتمع السوداني عن عودة «البرنامج القميء» للحملات القديمة لكشة الشباب للانخراط في برنامج الخدمة الوطنية، كان لابد منها «أي التأكيدات»، حيث بات التعامل مع أمر الخدمة الوطنية مختلفاً جداً في الآونة الأخيرة بدءاً من مبدأ تغيير اسمها (الخدمة الإلزامية) إلى الخدمة الوطنية، وتصادفها لواقع السلام الأخير… والناظر للأجواء هذه الأيام يرى أن الأمر في البلاد أصبح ضبابياً مما جعل المجتمع ككل، أكثر قدرة على تصديق كل ما هو ممكن من افتراضات في ظل أن البلد صارت تصبح على مؤشرات للانفصال، ودعوات فاترة للوحدة.. فكان لابد من أن يتوقع المجتمع كل الاحتمالات.. وما «الكشة» إلا فرضية للحالة الضبابية.. رغم أن الخدمة الوطنية واجب على الكثير من المواطنين لحماية البلاد، وأداء لبعض فروض الوطن، إلا أن اختلاط حابل السياسة والأحزاب، مع الأجندات العامة تجعل المواطن هذا الذي يُفرض عليه أن يؤدي الخدمة الوطنية الأكثر ارتجافاً من مبدأ تأديتها.. خاصة وأننا في بلاد تقع على عاتق المواطن كل تبعات خدماته، وربما هو الأقرب لمقولة «المواطن ليدعم النظام.. وليس النظام لدعم المواطن»، حيث يلهث المواطن لمقابلة متطلبات كل حياته دون دعم إلا أن يدفع ويسدد الرسوم هنا وهناك.. فتصبح عندها الحياة كبداً دائماً… ويصبح ضرباً من الكلام المزعج أن تحاول فصله من الافتراضات والشائعات والكل يرهف الأذن هذه الأيام، فهل يا ترى لو حاولت أن تقول له «إن الخدمة الوطنية واجب على المواطن في عمر محدد لحماية البلاد ومقدراتها وفقاً لواجبات المواطن حسب ما ينص عليه الدستور»، وعندما تقرأ عليه كلمات تعزز وتدعم هذا الحق الوطني.. مثل «على المواطن السوداني أن يدين بالولاء لجمهورية السودان، وأن يتمثل الدستور ويحترم المؤسسات التي أنشئت بمقتضاه، ويحمي سلامة أرض الوطن، بوجه خاص أن يدافع عن الوطن ويستجيب لنداء الخدمة الوطنية في حدود المنصوص…».. فهل يا ترى يستوعب المواطن وظرفه وحياته الأمر… فهل وقفت عربة الساسة وقادة الأمر بالوصول إلى العودة لمرحلة «الكشة القميئة».. نتمنى أن تكون تأكيدات الناطق الرسمي للقوات المسلحة في مكانها… بأنه كلام عارٍ من الصحة، والمقصود «ما يتم تناقله هذه الأيام في الأوساط المختلفة عن تنظيم إدارة الخدمة الوطنية لحملات تستهدف الشباب الذين لم يؤدوا الخدمة الوطنية، أن الأمر لا يعدو مجرد إشاعة…».. والمعروف الآن أن الاستدعاء لأداء الخدمة الوطنية يتم بطرق أكثر احتراماً، وأنه ولى الزمن الذي يفرض فيه الأمر عنوة وتجبراً.. فالقنوات الرسمية كفيلة بإحضار المطلوب معززاً مكرماً «والعزة لله».

ü آخر الكلام:-متى يأتي الزمن الذي يهب فيه الفرد من تلقاء نفسه لحماية ترابه.. فقد قتلت فينا السياسة وفتنتها روح المروءة بعد أن أصبح «الشيوخ والآباء الروحيون» مجرد طلاب سلطة.. وتفرق الجمع «الجهادي» على تخوم الكراسي والسلطة… «فلتدم أنت أيها الوطن».

سياج – آخر لحظة – 29/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com