فدوى موسى

شكراً الشرطة


[ALIGN=CENTER]شكراً الشرطة [/ALIGN] إعادة الطفل المخطوف (عبد الوهاب) أدخلتنا كلنا في فرحة عارمة في ظل الاضطرابات التي نعاني منها من تأثير مانشيتات الصحف اليومية التي تأخذ بنا الى عنان السماء ثم تهبط بنا اضطرارياً الى عمق آبار الذهب والتنقيب داخل باطن الأرض.. شكراً شرطة ولاية الخرطوم وهي تعيد الفرحة والأمل بأنها في خدمة الشعب حقاً.. ولابد من تفعيل حس الحرص والاستعداد لدى كل مواطن بالولاية حتى لا يتكرر مثل هذا المسلسل الحزين لخطف الأطفال أو ما يماثل من جرائم أخرى.. نكرر الدعوة الصريحة لعدم استخدام خدم المنازل إلا عبر مكاتب العمل والأوراق الثبوتية وفقاً لقانون العمل لسنة 2009م.. أما ما يلي الخطف من غير المستخدمين، يجب توخي الحذر في خروج وغياب الأطفال من والى الشوارع.. كما لا يمكن أن تفرض على الأطفال تضييق وتحجيم حركتهم، ولكن علينا مراقبتهم حتى لا يخرجوا من محيط النظر.. شكراً ثانياً وثالثاً للشرطة.

* الإحساس بالملل!

استغفر الله.. أعوذ بالله.. أصبحت في ذلك الصباح كما يقول الإخوة المصريون (شايلة صاجن ستي) والأخلاق في أطراف الأنف.. بقدر ما حاولت أن أخرج من (المود) إلا أنني ظللت (أسب وألعن في سري كل ما يمر أمامي من مشهد).. هذا الكمساري البغيض الرائحة الذي كل ما مر داخل المركبة تطاولت برأسي الى خارج نافذتها.. والراكبة الثرثارة التي (تعض) على العلكة كما (يعض) الكلب على قطعة اللحم، وتتفوه بكلمات في حق كل راكب مر من أمامها.. (ما هذه البشرية الثرثارة).. ومحطات تمر أمام ناظري بطيئة الوقع.. وأناس يملأون الطرقات جيئة وذهاباً دون أن تعرف لهم وجهة محددة.. رائحة الطعمية تزكم الأنوف والصباح يبدو لي في ذلك اليوم غير متفائل.. ماذا أصابني في هذا الصباح.. دلفت الى ذلك المبنى القديم أجرجر خطواتي.. ما هذا البنيان المهتر.. ما هذه الأثاثات القديمة القذرة.. لا استطيع أن أكتم (غضبي.. في ذلك اليوم).. لم اسأل نفسي لماذا أنا غاضبة.. ما بالي لا أود أن استمع الى صوت أي شخص ولو كان صوتها الناعم اللطيف (مالك الليلة؟).. (والله زهجانة.. قافلة معاي..).. (السبب شنو؟).. (لا أعرف والله..).. وخرجت وكلي أمل في أن تنفك عني هذه الغيمة الحزينة.. وصلت الى مبنى الصحيفة، فسألت الأخ حسام أبوالعزائم الذي دائماً ما أجد عنده إجابات (غير).. فقلت له (يا حسام هل مرت عليك حالة زهجة طوال اليوم؟).. فرد عليّ (يا دكتورة مرات تمر على الزول الحالة دي لمن يكون في سبب معين.. لكن مرات المناخ يظهر تأثيره بصورة مباشرة.. يعني لو لاحظت المجانين لمن البحر يفور تنتابهم حالة زائدة وعشان كده يحلقوا ليهم صلعة.. و..).. (تن تن) همست لنفسي (يعني دا المناخ ولا أنا مجنونة يا ربي..)، فلم أجد بداً من (مسك العدد.. سبحان الله.. الحمد لله.. الله أكبر.. استغفر الله..) ويا دوبك انقشعت الغمامة.

* آخر الكلام:

رغم الذين يهدوننا بعض الفرح.. إلا أن الغمة عندما تزاحمنا لا نملك حيالها إلا اللجوء الى رحمته التي وسعت كل شيء.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 30/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com