فدوى موسى

أبو لسان غنيان


[ALIGN=CENTER]أبو لسان غنيان [/ALIGN] رغم أنّه في دنيا صحة الحيوان أبو لسان هو مرض خطير يُصيب المجترات إلا أنه في دنيا البشر السوداني «الماعندو لسان فقري وفلسان».. وحقيقة رأينا بأعيننا أن الإنسان المحترم الذي يحفظ لسانه من الكلام البذيء يضطهد ولكن الآخر الذي يجعل لسانه سيفاً مسلولاً تجاه الآخرين يجبرهم على احترامه ولو من باب الخوف من هذا اللسان ولكن أن تكون حملاً وديعاً ومهذباً تضيع عليك كثير من حالات فرض السطوة على الآخرين فتصبح بذلك «الفلسان حقاً».. فهل العلة أننا نرى الاحترام لا ينتزع إلا بسطوة الجراءة واستلال سيوف الألسنة من أغمادها أم أننا نرى الذي يخاطبنا بأدب هو شخص ضعيف لا يملك مقومات القوة.. كمثال لو تحدثت لمن يرأسك بجلافة بكل تأديب فطن إلى أنك يمكن «أن تضفر وتقهر» فيبدأ معك سلسلة من موضوع الإذلال «طبعاً ليس كل الذين يترأسونك» ولكنك تلاحظ أن الآخر الذي يتعامل مع هذا المذكور بطريقة أكثر «سلاطة» وفصاحة يكون مهاباً لديهم.. أما إذا كانت المترئسة امرأة فياويل الأخرى التي تقع في مطرقتها إن كانت تمتلك إلى جانب كونها امرأة متسلطة لساناً فاحشاً… لذلك تضطر أحياناً لتمني امتلاك لسان فلان أو لسان فلانة.. وأحياناً تتمنى أن تستطيع التلفظ بتلك الكلمات اللئيمة جداً جداً لأن من يقابلونك يستحقون أن تخرج لهم ذلك اللسان ولو من باب العبث حتى تضمن أنك لن تكون الفلسان أو كما قال الأعرابي للخواجة الذي صادفه في الصحراء وقد كان «الخواجة» عطشاً وظمآناً فأرواه من الماء الذي كان يحمله في راحلته فشكره «الخواجة» بعد أن زال عطشه قائلاً «ثانك يو» فرد عليه الأعرابي «كلمتك الظاهر عليها سمحة لكن للضمان انعل أبوك لأبو أهلك يا الخواجة» أو ذاك الأعرابي أيضاً الذي قال له الخواجة «ثانك يو» بعد أن شرب الماء أيضاً فرد عليه الأعرابي بسرعة خيالية «ثانك يو يا ود الثانكوية غطان أنا الأديتك المويه».

وهل نحن في هذه الأيام في ذات موقف الخواجة والأعرابي انظروا اللسان «الميديا» العالمية وتدفق المعلومات المبثوثة من هؤلاء الخواجات بكل الألسنة حول السودان جنوباً وغرباً فنجد أننا مضطرين للسماع من قصر لساننا في المحطات الخارجية إعلاماً وكأننا لا نملك إلا ترديد لسان «الثانكوية» هذه.. ومثال لقصر لساننا ذلك البرنامج بقناة الجزيرة الذي تناول قضية «الاسبتسوس في حلفا الجديدة» حيث استطاعت امرأة بسيطة «من عندينا» أن تدلل على خطورة الموقف بينما فشل كل من المعتمد والمستشار المستضافين في ذلك اللقاء من سل لسانيهما عملاً أو تصريحاً مقنعاً وبهتا بذلك موقع السلطة من معالجة هذه القضية الإنسانية التي تنهش في أجساد المهجرين المساكين بقرى حلفا..

آخرالكلام:- نعيدها مرة أخرى الماعندو لسان فقري وفلسان.

سياج – آخر لحظة – 31/10/2010
fadwamusa8@hotmail.com