فدوى موسى

سركتمتو!


[ALIGN=CENTER]سركتمتو! [/ALIGN] أتابع مرة من بعد مرة قناة الجنوب «أبوني» ودائماً ما اتأمل بعمق كلما حضرت اللقاء المطول مع القيادي الجنوبي «جوزيف لاقو»، الكلمات الراشحة من هناك عندما سألته مقدمة البرنامج «أنت مع الوحدة وألّا الانفصال»، ليرد عليها «دا سر أحفظه».. ومصدر التأمل أن الواقع الآن واضح من أن كل الجنوب قد توجهت نخبه نحو الانفصال القاطع، واعجبتني مطالبة «جوزيف لاقو» ببقاء اسم الدولة القادمة باسم جنوب السودان.. في ذات الوقت استوقفتني كلمات قالها «سلفا كير» للصحفية «الشاطرة» رفيدة ياسين عندما قال «إن انفصل الجنوب الوضع في الشمال سيكون بطال».. وأحسست بأن الكلمة استفزازية في هدوء مصطنع، بقدر ما يتوقع أن تنشأ دولة الجنوب في كنف الدعم الأجنبي الوافر، بقدر ما نتمنى أن ينحصر الشر المتوقع من ترسبات وإحن الحنك الجنوبي النخبوي على شمال السودان، ليس في اعتبارية المؤتمر الوطني، ولكن للشمال كشمال أياً كان حكامه.. ولا أدري ما سر الانقلاب والتوجه نحو لفظة «الاستقلال» التي يخرج بها الانفصاليون وهم مستقطبون الى ذلك في شوارع جوبا، وهم الذين يحكمون منذ خمسة أعوام من قبل أنفسهم ولا توجد كما يقولون «فرضية استغلال عليهم من قبل الجلابة»، ولا أعرف ما سر هذا البغض الجنوبي الذي «انقطع» حسب ترتيبات الأجندة السياسية الجنوبية.. وأظن أن أمر البترول الذي يعول عليه أبناء الجنوب لن يعيق الدولة الشمالية التي مارست دور الأمومة على الجنوب الذي كان مصدر استنزاف وعدم استقرار لفترة طويلة جداً.. والدلع الذي يمارسه الغرب على أبناء الجنوب، يجب أن لا يدعونا للإحساس بأننا نقف وحيدين في الشمال.. لأننا نعلم علم اليقين أن ذات الغرب يسعى لأجندته الخاصة دون اعتبار لأهمية الأمور واستقرارها على مستوى الآخرين.. وأن ذات التوجه يبدو دائماً بشكل تدخلات سافرة في شؤون الدول.. كما يقول المتعمقون في أمر السياسة كلما انتهت الأدوار المرسومة للقيادات الخاضعة للاشتراطات يتم التخلص منها ، لذا نرى التوجس الذي يبثه «سلفا كير» حول أفكار تدعو لاغتياله..

من مصلحتنا جميعاً الآن أن نتعامل مع الانفصال كواقع حتمي، وأن نزيح عنا غشاوة الوحدة حتى لا يظن إخوتنا في الجنوب أننا في هذه المرحلة نستجدي مودتهم.. فالرأي رأيهم.. والحق مكفول لهم ليقولوا كلمتهم.. فقد أشبعتنا نخبهم التجريح والكلمات غير الموزونة، خاصة عندما خرجوا علينا كمواطنين وإخوة بلفظة «الاستعمار والاستقلال».. فهل حقاً تم استغلالهم؟.. عموماً نتمنى لهم التوفيق في دولتهم القادمة ولا نأسف على مشروع السودان الجديد الذي كان مجرد مرحلة أو خطوة في «المقلب» السياسي الذي أبان أن النخب الجنوبية لا تتورع في إضمار خلاف ما تبطن.

آخر الكلام: من حقهم أن يمارسوا الاستقلال الذي طفح في كل «تي شيرت» طبعته أجندات الأجنبي الداعم بالمال.. ثم ماذا بعد؟.. هذا الذي يجب أن يعتبر له الشماليون.

سياج – آخر لحظة – 1/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com