[ALIGN=CENTER]هل للفساد معنى آخر؟![/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]عندما يُستغل المركز الوظيفي في تمرير أشياء غير نظامية وعندما تُسخر كل الموارد المالية والبشرية لخدمة المصالح الشخصية ، وعندما تُمارس سياسة ازدواجية المعايير ، وعندما تختل الموازين وتنقلب المفاهيم وتصبح كلمة الباطل تعريفا للحق وكلمة الحق توصيفا لهوى النفس والشيطان ، أليس هذا ضربا من ضروب الفساد ؟ بل أليس هذا هو الفساد بعينه وشحمه ولحمه ؟ إذاً ما هو المطلوب ممن قُدِّر عليه أن يعيش هذا الواقع وأن يرى بأم عينيه أن المبادئ والأخلاق والفضائل والقيم تُنحر أمامه ، ؟ هل المطلوب أن يستمتع بمشاهدة ما يراه وأن يصفق عند المشاهد الساخنة من هذه المسرحية الهزلية ، أم المطلوب أن يشارك في هذا العبث حتى لا يوصم بعدم الموالاة أو يُرمى بالخيانة العظمى ، ما هو المطلوب بالضبط من هذا الذي أشقاه ضميره الحي ، وأتعبه إيمانه وتقواه ، يحدثني أحد هؤلاء الأشقياء المغلوبين على أمرهم بأنه قبل أن يلتحق بالحياة العملية كان يعرف معنى واحدا (للفساد) يتفق عليه جميع أهل الأرض وإن اختلفت مشاربهم ومذاهبهم وهو أن الفساد ذلك الشيء غير الصالح أو الشيء غير الجيد أو أنه الشيء الذي يخالف الفطرة السليمة غير أنه بعد أن ولج للحياة العملية طلبا لمرضاة الله ثم رغبة في حياة كريمة فوجئ بأنها تُقدم له في كل محطة من محطاتها معنى مغايراً تماما لما ألِفه وتعلمه وتربى عليه بل وتُجبره على القبول بصحة ذلك المعنى الرديء والتكيف معه ، فكان صديقي بعد أن يتملكه الإحباط ويستبد به اليأس يلملم أوراقه ويؤثر الرحيل لمحطة أخرى علّها تقبله بعقليته المتحجرة وطبعه المتجمد وذوقه القديم ، ولكنه كان يخفق في بلوغ مبتغاه فظل في حالة ترحال دائم ، فهيهات هيهات أن يجد مثل تلك المحطة التي ينشدها فالموازين مقلوبة والمفاهيم (معوجة) ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .[/ALIGN]
أحمد بن محمد اليماني
كاتب سعودي
alyamani905@yahoo.Com
أنت يا عزيزى المحترم (أحمد) تكتب مقال وتصوره لنا كما لو أنه قصه قصيرة مرتجله يتداخل فيها الواقع بالخيال، ومثل هذه الكتابه يصعب للقارىء العادى مثلى الولوج لمعانى أسطرها والخروج بعظه يتعظها فى مشوار حياته العملية ، كما أن الذى كتبت عنه ليس مببرا له المكوث فى مصلحه مفسده وفق ما تقول بداعى طلب الرزق أو تقديس المهنة فباب العمل واسع وباب الرزق أوسع وما على المرء الا تحرى الصالح من الطالح وبهذه الفرضية ينبغى على من يسعى للحلال ومرضات الله فى مهنته إتقاء مثل ذلك عمل ، كما أنك تصور الوظيفة والوظائف جميعها كما لوا أنها بها تلك الشوائب التى ذكرتها ،بدليل أنك تقول ….. ولكنه كان يخفق فى بلوغ مبتقاه ألخ ، وأستخلص من المقال أنك يا عزيزى الكريم تحاول جاهدا عكس حاله من حالات الظلم والموالاة والفساد التوظيفى لا الوظيفى التى تنتهجها بعض الدوائر والمصالح فى حق من يريد العمل المستقيم ، ولكن ليس كل المؤسسات والمصالح فاسدة ، وعموما مسألة المصلح من المفسد هى فى الواقع ردف الحال فى كل شيء والكل يعلم بديهيا أن الصراع مستمر بين الصلاح والفساد والخير والشر والعدل والظلم حتى قيام الساعه
عزيزي تحاميد أحمد حامد أبوه
بداية أشكرك على تعليقك وأسعدتني قراءة وجهة نظرك التي أحترمها بكل تأكيد وإن كنت أختلف معك في أنك قارىء عادي أو أنك وجدت صعوبة في فهم المقال فما سطرته في تعليقك يدل على خلاف ما ذكرته ربما تواضعا منك أما بالنسبة لما تناوله المقال حول الفساد فهو يتحدث عن ظاهرة لا عن حالة شاذة أو حالات فردية محدودة ، فالفساد بشتى أشكاله وصوره أصبح أحد سمات هذا العصر وأحد علاماته الفارقة ، كماأنه لم يعد له هوية محددة ولا ينحصر في مجال معين ، لقد غزا كل أو جل المواقع وسيطر على كل أو جل المساحات ، ومع ذلك أتفق معك على عدم التعميم كما أن صديقي الذي تحدثت عنه بشيء من الاستياء أو اللوم متبع لنصيحتك ولذا تجده في ترحال دائم وأرجو أن أتمكن ذات يوم من إخبارك في حال استقر به المقام .