فدوى موسى

جرعات السرطان


[ALIGN=CENTER]جرعات السرطان [/ALIGN] هذا المرض اللعين الذي تزداد معدلاته يوماً بعد يوم يهدد حياة الناس هنا في بلادنا.. كنت أمر أمام مستشفى الذرة وألحظ الأعداد المتزايدة من الزوار، الأمر الذي يعطي انطباعاً بازدياد حالات هذا المرض.. وفي زيارات متكررة لداخل المستشفى لمعاودة إحدى الزهرات التي ابتلاها الله بالمرض، لاحظت مدى المعاناة التي يتعرض لها الأطفال الأبرياء الذين يواجهون هذا المرض اللئيم (شفاهم الله وخفف عليها آثاره).. لاحظت في مطلع الأسبوع تجمهر بعض أسر هؤلاء الأطفال أمام المستشفى.. والموضوع هو توقف الجرعات العلاجية لفترة، مما خلق حالة هلع عند الأسر من أن يعاود المرض انتشاره ثانية أو أن تحدث مضاعفات لهؤلاء الأبرياء بسبب عدم أخذ الجرعات في مواعيدها المحددة.. خاصة وأن أسعار الدواء في الصيدليات مرتفع جداً إضافة للرسوم الأخرى الخاصة بالفحوصات وغيرها.. فهل فكَّكت وزارة الصحة طلاسم المشكلة وأمنت الجرعات للمحتاجين بأسرع ما يمكن والكل يعلم أن مستشفى الذرة يستقبل حالات من الداخل ومن الولايات.. فهل حُلّت المشكلة.. عاجلاً.. عاجلاً..

الإجهاد العام :

كلما نظرت لشخص لم أره لفترة طويلة، أحسست أن هذا الشخص مرهق ومتعب ومجهد، كأن الإجهاد بات حالة عامة يعاني منها الناس.. لأن الذي نراه يومياً أو يوم بعد يوم نألف إجهاده ورهقه، ويألف هو منظرنا المجهد البائس.. بات من حكم المؤكد أن تسأل أي سوداني.. و يجيبك بعد الحمد لله (والله تعبانين .. فترانين.. عيانين.. الشوف طشاش.. الكرعين مربطين .. الضهر مشدود… الركب مصلبة.. البطن فائرة.. و …)، فيخيل لك أن كل حي من الأحياء- متحضر أو ريفي – يحتاج إلى مستشفى ذي سعات كبيرة من السراير والعنابر.. وكل من يكابر عليه فقط أن يصارح نفسه «هل هو في كامل عافيته؟.. هل هو فِت وتمام التمام؟»، فإن كانت إجابته نعم، فليعلم أنه ينعم بنعمة كبيرة محروم منها الكثيرون في هذا البلد.. وليحاول أن يجعل من صحته معولاً للبناء وللتراحم.. فلو حاول كل قادر ومستطيع أن يكفل علاج مريض واحد كلما سمحت ظروفه بذلك لقلة الحالات المرضية.. التي تحل «الضيقة» المالية أو كما يقولون ضيق ذات اليد.. ففي هذه البلد المرضى المتعففون الذين مهما بلغت درجة معاناتهم لا يشكون إلا إلى «خالق الكل».. فيا إخوتي إن باباً من باب التكافل الصحي ينفتح كل يوم فهل استطعتم الدخول، والله من وراء القصد.. ليكتمل البنيان الذي يشد بعضه بعضاً.. وربما بذلك قل هذا الإجهاد العام وعادت العافية للموارد البشرية المنوط بها العمل والإنجاز..

آخرالكلام:-.. أمراض كثيرة يمكننا أن نقهرها لوفتحنا أبواب وطاقات التزاحم والتكافل.. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 3/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com