فدوى موسى

المواصلات مرة أخرى


[ALIGN=CENTER]المواصلات مرة أخرى [/ALIGN] لا زلت أذكر الرهق الذي كنا نعانيه في زمان دراستنا بمدرسة الخرطوم القديمة، عندما كانت أزمة المواصلات في أوجها.. انتظار ممل.. ركوب وقافي على مداخل البصات القديمة التي كنا نسميها «بصات اللبن».. تعثر في اعتماد ترحيل ثابت لفترة طويلة من مدة الفصل الدراسي.. وكنا في منطقة الجريف غرب الأكثر معاناة، لأن منطقتنا مكتظة بالسكان من كل أطياف الداخل والخارج، وكان نصيبنا النعت المعروف عندئذ.. إن سألت أحدهم عن حالة.. بالرد السريع «زي بص الجريف مرات يتحرك ومرات يقيف…» وأظن، وإن بعض الظن إثم أن كركتير «الشخصيات البارزة في المجتمع» الشهير قصد به أولئك الراكبين على مداخل تلك البصات.. واليوم نذر أزمة مواصلات تلوح في الأفق لا يحس بها المسؤولون الذين تحميهم وسائلهم الخاصة من بلوغ الاحساس المقصود، ولأننا لسنا في دول مثل دول العالم المتقدم الذي يستغل فيه كبار المسؤولين المركبات العامة والقطارات في مشاويرهم الخاصة.. عموماً لابد من دق ناقوس التنبيه.. الخرطوم التي لازالت تعتقد أن بصاتها الأنيقة التي كثيراً ما تكون عصية على البعض قد أدت المهمة.. لابد ان تنتبه الجهات المعنية للحالة «المواصلاتية» المتصعبة هذه الأيام.. رأفة بالمساكين الذين صاروا يذرفون العرق تحت هجير الشمس الحارقة.. وحتى لا نعود إلى دراما المواصلات تاني..

*مشروع عضير:

أخذتنا «الونسة» مع مجموعة مهمومة بتحسين الأوضاع عبر التمويلات المطروحة من قبل الكثير من الجهات.. وقالت لي صديقتي: إن هناك إمكانية تمويل في حدود العشرة ألف جنيه.. فقلت لها:« ياتوا مشروع البخلينا غنيانين بعشر ألف جنيه.. دا إلا مشروع عضير جداً» فضحكنا.. وبدأنا نجتر في «ذواكرنا» المشاريع التي تستوعب هذا التمويل بدءاً من (الجدادات) انتهاءاً بقدرة فول وصاج طعمية في حوى أسوار المنازل… فوجدنا أن تفكيرنا هو «العضير» جداً.. فلماذا لا نستثمر العشرة لتصبح ضعفها وضعفها إلى أن نصل إلى «الشواهق والفواره».. ومن ثم انسكب الحلم عند فض مجلس الونسة، تأكيداً بأننا لا نصلح إلا موظفين مستأجرين.. «يا الخيبة»… ياليت هذه «العشرة» بأيدينا آلان.. وسلامات يا تمويل

* إلا الخروف!

دائماً ما يمازح الأخ «الباهي» المار أمامه بما يتناسب واهتمام هذا المار.. مررت من أمامه في ذلك اليوم فبادرني بالعبارة «وين يا دكتورة.. الخرفان سعرها نار مافي نزفية ولا أي مرض كده.. عشان ترخص لينا الأسعار»، فهمست «كلو إلا الخراف هذه الأيام.. والناظر للموضوع إن صادراتنا الحيوانية بدأت تزدهر وتزدهر لترفد المعدلات الاقتصادية.. عليه يا أخي «الباهي» لا مفر من دفع السعر الذي يمليه عليك السوق ولا تنتظر أي شائعة. «والخروف في رقبتك في رقبتك» إن استطعت الاستعداد له في مواقيته.

آخرالكلام:-

المواصلات مشكلة… التفكير والعقلية الاستثمارية مشكلة.. وأخيراً الخروف مشكلة.. وبرضو كما قال الشاعر الفذ «ما مشكلة».. ودمتم

سياج – آخر لحظة – 4/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com