المسحراتي المسيحي “أبو الميش”.. متشبث بالعادات والتقاليد
فيما بدأت الكثير من العادات والتقاليد تختفي تدريجياً بين العرب والمسلمين، وتحديداً في شهر رمضان، حيث اختفت العديد من الطقوس، مثل مدفع رمضان وفانوس رمضان والمسحراتي، تعهد شاب مسيحي بإحياء عادة المسحراتي في قرية المكر، التي يقطنها “عرب 48.”
ولا يكتفي ميشيل فرج أيوب، ابن قرية المكر، بأن يجوب بين أحياء القرية والقرع على الطبل، بل يرتدي ملابس خاصة تليق بالمناسبة، ويقدم الأشعار الغنائية الجميلة.
ونظراً لمساعيه بالعمل كمسحراتي، فقد قام عدد من أبناء القرية المسلمين بتكريم “المسحراتي المسيحي”، ميشيل، الذي يناديه البعض “أبو الميش”، وشكروه على عمله الإنساني.
وبحسب موقع “بانيت”، المنبثق عن صحيفة بانوراما التي يصدرها “عرب 48″، فإن ميشيل أيوب من قرية المكر، يقول إنه يقوم بهذا العمل “من منطلق أن الدين لله وان أبناء القرية أسرة وعائلة واحدة” مشيراً إلى أنه سيستمر بهذا العمل في الأعوام المقبلة.
ويعمل ميشيل أيوب مسحراتي منذ عامين وهو، كما يقول، متشبث بالعادات والتقاليد العربية القديمة، بحيث يقوم بساعات الفجر بارتداء لباس خاص ويجوب بالطبلة وصوته الشجي يحث النائمين على القيام لتناول وجبة السحور والتهيؤ ليوم صيام جديد.
يقول ميشيل أيوب: “إنني اعتز واحترم أهلي وإخواني المسلمين فعيدهم هو عيدي والعكس هو الصحيح ، فهذا ما أشعر به.. وقد قررت منذ العام الماضي أن آخذ بيدي مهمة المسحراتي بقريتي المكر وذلك تطوعا لإخواني المسلمين ولكي اشعر معهم وأشعرهم بميزات هذا الشهر العظيم.”
وأضاف قائلاً: “إن قدوم الشهر لفرح كبير أشعر به بقلبي بحيث أشعر بالحزن لدى فراق هذا الشهر، إذ أتمنى من الجميع التقارب بين بعضهم البعض لأننا نرى ما تفعله ‘السياسة’ و’العائلية’ بشبابنا، ومن باب حبي واعتزازي بالجيل الصاعد أقدم لهم هذه الخدمة لكي أشجع الجميع على فعل الخير فإن الدين لله وجميع الديانات تعبد رب واحد، فإنني من هنا لا أرى أي مانع لأقوم بهذه المهمة.”
روابط ذات علاقة
لطفي بوشناق : صوت “المسحراتي” ونغم “ينابيع العشق”
الشاعر المصري جمال بخيت في رمضان : “مسحراتي العرب”
وخلص ميشيل، الذي يعمل في قطاع البناء إلى القول: “عند تجوالي بحارات القرية أرى الجميع يرحبون بي ويدعونني إليهم كبارا وصغارا وإنها لمتعة لا توصف”، بحسب صحيفة بانوراما.
ويحلم المسحراتي ميشيل أيوب بإقامة لجنة شبابية تقوم بإقامة صندوق خاص من خلاله يقومون بمساعدة المحتاجين في القرية، كما يأمل بأن يقوم رجال الدين من كل الطوائف لدعم مثل هذه الفكرة.
من جانبهم، عبرّ أهالي القرية عن حبهم وامتنانهم للعمل الإنساني النبيل الذي يقوم به ميشيل، فعندما يقومون بالنداء عليه يقولون “أبو الميش”، وقال له أحد الأطفال ذات مرة “أنا بحبك أبو الميش.. وصوتك حلو كثير”، وقام آخرون بتوجيه دعوة لميشيل لتناول وجبة الإفطار معهم.
أما مشوار ميشيل اليومي، فإنه يبدأ في الساعة الثالثة صباحاً، ويجوب بعض الأحياء في القرية مرتدياً الزي العربي الأصيل مع طبل تركي ويخرج إلى الشارع، وفقاً لما ذكره موقع الشمس الإلكتروني على الإنترنت.
ومن بعض الكلمات التي يقولها ميشيل مرافقة بنغمة جميلة منها:
” بسم الله ابتدينا وعلى الأنبياء صلينا”
“اصحى يا نايم اصحى يا غفلان، قوم واصحى وصبح الرحمن، طبله على طبله وقولوا بالأمثال وأنا صنعتي في البلد جوال، شمعة على طولو تشارك في نورو يا ربي يا رحمن يا منزل القران في شهر رمضان.. لولاك يا نبي ما نبنى جامع ولا صلوا يا ربي يا رحمن يا ربي يا رحمن اصحوا يا مؤمنين اصحوا يا مسلمين.”
ويؤكد ميشيل أن ما يقوم به أمر عادي جداً، فهو يعتبر أنه يشارك أخيه وجاره وصديقه المسلم، قدر المستطاع.. فالأفراح مشتركة والأحزان مشتركة والأعياد مشتركة، وهو دائما يحمد الله على النعمة الموجودة في قريته المكر، حيث لا توجد عنصريه بين مسلم ومسيحي، فالجميع أخوه في كل شيء.
هذا ويجد ميشيل كل الدعم من القس في القرية، وكذلك من إمام الجامع، وحصل على عدة شهادات تقدير من الحركة الإسلامية في جديدة-المكر، وهي دمج لقريتين تقعان إلى الشرق من مدينة عكا
وكالات