فدوى موسى

بلبل طابت


[ALIGN=CENTER]بلبل طابت [/ALIGN] كعادتنا في كل عام نركز الاهتمام على برامج القنوات الفضائية خلال إجازة العيد، ودائماً ما تشدنا بعض القنوات باختيارها للمستضافين والبرامج المتميزة منها ما يخدم الطرب وما يخدم نجوم الثقافة والذاكرة.. ولأننا شعب «سياسي» درجة أولى تنظير.. نرى أننا في أيام الإجازة نحتفي حتى بالساسة في أوجههم الاجتماعية، فترانا نطرب لرؤيتهم بجلباب العيد وأمامهم الحلوى والخبائز وحديث الذكريات.. المهم أن أكثر ما لفت نظري هو الإعلانات المسبقة لبعض البرامج التي تدعو لترقب شاشتنا السودانية.. وما شدني لقناة النيل الأزرق هو الانتظار لحضور الحلقة الخاصة بالفنان المبدع الراحل «أحمد الطيب»، والتي عنوانها «بلبل طابت» والتي توثق لمسيرته الغنائية، وأنه غنى وترك إرثا مقدراً من مفردات خالدة ونغم مميز في المجال الغنائي الشعبي.. ونحن في انتظار الدرة الغالية وبهاء الطلعة، فهل «دور دور وأخد اللفة» موسم العيد والأفراح في الشاشة الزرقاء!.. نتمنى أن نشاهد حلقة تشبع فضولنا خاصة أن لأهلنا مودة خاصة لبلبل طابت..

الحقهم:

«الحق.. الحق».. كلمة سودانية صميمة بها من المروة ما بها.. خفض صوتها وذهبت رنتها مع حالات الإفراط في حب الذوات والنأى عن «الهبَّة للنجدة».. فالكثيرون أصابتهم سمفونية النشاز العام.. أين فضل الاحترام للكبير وتوقير الصغير، ومحاولات المساعدة البسيطة هنا وهناك.. حتى بات في المعتاد أن ترى في الشارع إحداهن في حالة بؤس وشبه تعري، فتمر أمامها وكأن الأمر لا يعنيك.. وأنت «عشا البايتات ومقنع الكاشفات».. وحتى الكبير الذي يحتاج لمن يمسك يده ويوصله إلى طرف الشارع لايجد إلا الأصوات المتعالية «أصوات البوري ورنين أجراس العجلة والموتسكلات».. وأصحاب العصا البيضاء لايجدون إلا ذلك التبرم من بعض أصحاب العربات وحليل كلمة «الحق.. ألحق» التي كان يتنادى لها الناس بهمة عالية.. إذن إن «جاطت الشغلانة مافي زول بقول الحق يا أبومروة..»

قالوا شوقار:

كلما جن جنون الأزمة السودانية أدت لتفريخ حركة مسلحة أو مجموعة خارجة أو جماعة متفلتة وحزب إصلاح وتجديد.. وكان آخر أخبار الحركات الدارفورية إعلان مجموعة من حركة العدل والمساواة عن انشقاقها وتشكيل حركة جديدة يقودها الأمين السياسي لحركة العدل «آدم علي شوقار»، بتبرير أن العمل داخل الحركة غير مؤسسي ويتركز في يد «خليل إبراهيم» فقط والمقربين منه، مع ارتهان أمر الحركة سياسياً لأحزاب عقائدية .. هكذا تكون دائماً أحوال التصريحات السياسية والحركات التي تولِّد بعضها، وتتناسل مجموعات التفاوض حتى صار أمر أزمة دارفور مشتتاً بين الحركات ومتفرقاً بينها.. تداولات السياسة السودانية التي تتبناها كل الأيدي التي تتطلع بأجندات داخلية وخارجية حتى صار الواحد منا يعتقد أن دارفور دولة قائمة بذاتها.. وربنا يوقف الأمر عند «شوقار» حتى يقف التوالد الحركي عند هذا الحد.

آخر الكلام: السودان بلد المستحدثات والإبداعات سياسياً وثقافياً واجتماعياً فليغن هذا الجيل لبلبل طابت.. وليلحق بعضنا البعض إن كان هناك مروة.. ولنتكاثر في أعدادنا لا في حركاتنا وأحزابنا وجماعاتنا.

سياج – آخر لحظة – 12/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com